في وداع العام: مستقبل "بلير" وإنجازات بوش وفضائح الجيش


   جردة حساب 2003 ظهرت مختلفة في الصحافة البريطانية مع نهاية هذا العام.. فبين "بلير" و"بوش" والمواطن الإنجليزي تنوع الحديث عن أهم أحداث العام المنصرم. وبين هذه الثلة من مقالات الحدث برزت تقارير هامة على مدار الأسبوع الأخير من عام انقضى أجله...


"بلير" لا يحسد على وضعه 


 من المتوقع أن يزداد الضغط البرلماني على رئيس الحكومة البريطانية توني بلير كي يظهر المزيد من الاهتمام تجاه القضايا الاقتصادية والدمار الذي لحق بالقطاع الخاص خلال العام المنصرم. هكذا اختارت صحيفة "الغارديان" أن تودع العام مع توني بلير الذي ـ كما تقول الصحيفة ـ غش البرلمان البريطاني فيما يتعلق بقضية الحرب على العراق، وناور كثيراً ليظهر نفسه على الشاشات الأميركية بمظهر حسن، ويكسب شخصية الرجل القوي وسط حرب غير معلنة يشنها المعارضون لسياسته داخل أروقة البرلمان البريطاني.


توني بلير في وضع لا يحسد عليه مع نهاية العام، فأغلب الصحف البريطانية اعتبرت خطابه أمام العالم أجمع قبيل شن الحرب الأنجلو ـ أميركية على العراق من أسوأ الأحداث البريطانية خلال العام المنصرم. وكما "الغارديان" وصفت "الأندبندنت" تصرفات "بلير" السياسية الخارجية بأنها كانت متذبذبة خلال عام 2003 ، فهو ـ بحسب الصحيفة ـ كان مهتماً بالعناية بصورته أمام أميركا وأوروبا على حساب الموقف السليم والضغط باتجاه تحسين الوضع الاقتصادي للمواطن البريطاني.


ديسمبر أنقذ بوش
 


   تحت عنوان "السياسة الخارجية الأميركية أنجزت مهمتها" تحدثت صحيفة "الفايننشال تايمز" عن الإنجاز السعيد للإدارة الأميركية مع نهاية عام 2003 ، وكيف أن الشهر الأخير لذلك العام أعطى الرئيس الأميركي جورج بوش فرصة أخرى كي يستمر بنفس أقوى في سياسة بلاده الخارجية.


   "ديسمبر أنقذ بوش"... كان أهم السطور في مقالة "الفايننشال تايمز" ، إن لم يكن السطر الوحيد المعبر عن روح المقالة التي ورد في نصها: لم يكن الرئيس الأميركي جورج بوش يتخيل نهاية أفضل من هذه لعام 2003 .. اعتقال صدام حسين، والإعلان المفاجئ لليبيا بتفكيك أسلحة الدمار الشامل لديها، وتسليم إيران بأهمية المثول للإرادة العالمية وقبول المفتشين من الرقابة الدولية للطاقة الذرية، والتغيرات في منطقة الشرق الأوسط لصالح الإدارة الأميركية... كل ذلك كان عامل سعادة للرئيس بوش وإدارته، لكنه لا يدل على أن العام الجديد سيحمل ذات النجاحات بالضرورة.


  الإنجاز الكبير للرئيس الأميركي ـ تقول الصحيفة ـ كفيل بضمان نجاحه في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، خاصة إذا قدر له المحافظة على سياسته نحو نزع أسلحة الدمار الشامل من العالم، وبشكل أهم أسلحة كوريا الشمالية التي تقلق أميركا.


 وتحذر الصحيفة الرئيس الأميركي جورج بوش من أن تدهور الوضاع في العراق سيؤدي إلى تهديد المجد الذي صنعه في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من عام 2003 . 


ذكاء روسي
 


  اهتمت أغلب الصحف البريطانية الصادرة في نهاية الأسبوع الحالي بالعقد النفطي الروسي المبرم مع العراق عام 1997 الذي قام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بفسخه العام قبل الماضي لأسباب سياسية. وتناولت صحيفة "التايمز" الرحلة التي قام بها أعضاء في مجلس الحكم العراقي إلى روسيا قبل مدة قصيرة، محللة حصول روسيا على نصيب من عقود النفط العراقي وفق نتائج الزيارة.


الصحيفة ترى أن وعد روسيا لأعضاء مجلس الحكم العراقي بإلغاء نصف الدين الروسي تقريباً على العراق كان سبباً في عودة ثاني أكبر الشركات النفطية الروسية إلى العراق لتنفيذ عقد 1997 . وتقول "التايمز" إن ما شطبته روسيا من دين العراق ستقوم بتحصيله، حتماً، أضعافاً مضاعفة من عقد النفط العراقي، وهو ما وصفته الصحيفة بالذكاء الروسي.


تناقض محير
 


 التناقض الكبير بين أخبار الإصلاح الاقتصادي التي نشرت في الصحف البريطانية على مدار عام 2003 والحالة المعيشية المتراجعة لدى المواطن الإنجليزي كانت عنوان التساؤل الذي طرحته صحيفة "تليغراف" في افتتاحيتها أمس الأول.. وفيه تقول:الأخبار المبثوثة للصحف البريطانية على مدار العام الماضي تظهر تقدما كبيرا في معدلات الاقتصاد لدينا، هذا أمر سار. لكن من منا شعر بمثل هذا التقدم في معيشته وعمله؟ سؤال يمكن ببساطة أن نجيب عليه بـ"لا أحد". فمنذ أن دخل توني بلير مكتبه في رئاسة الوزراء والضرائ