انتهت الهيئة المسؤولة عن صياغة المنهاج التعليمي العراقي من اعداد كتب التاريخ لكافة المدارس العراقية· ولم يكن غريباً أن تبتعد هذه الهيئة عن كافة الأشياء التي تمت بصلة لعهد صدام حسين، أو بالأحرى أن تبتعد عن البعثية وأدبيات الحزب التي طالما زخر بها المنهاج التعليمي العراقي· ولكن الغريب في الموضوع اذا تم حذف تاريخ العراق الحديث (القرن العشرين)، حيث تم حذف أحداث كثيرة ومهمة مر بها العراق كالحرب الايرانية - العراقية، وحرب الخليج 1991، وحرب تحرير - أو بالأصح احتلال العراق - وليس فقط ذلك انما تم حذف كل شيء يمكن أن يسيء لاسرائيل أو أميركا والغرب بشكل عام بالاضافة الى الأكراد، أي أنه بمعنى تم حذف فصول كاملة من تاريخ القرن العشرين في المقررات الجديدة·
فبعد سقوط صدام حسين ونظامه طرأ تحول جذري على طريقة صياغة المنهاج التعليمي في العراق، فقد تم ابعادها عن التفسير الأحادي (البعثي) كما كان سابقاً، وبتقديري هذا جيد كي لا تكون الأمور مبنية على نظرة ضيقة أو محدودة الأفق، ولكن الذي حدث هوالعكس فقد تمت صياغة المقررات الجديدة وفق النظرة الأميركية للأمور (وهنا الفرق)، والتي تقيسها بالمبدأ الرأسمالي القائم في أساسه على سياسة تبادل المصالح وبالتالي فقد صيغت هذه المقررات بأقلام عربية (متأمركة) ان صح التعبير وهذا من شأنه أن يؤثر على طبيعة التفكير وطرق التحليل لدى الطالب لأنها ستتم وفق الطريقة الأميركية القائمة على مبدأ العولمة وتبادل المصالح والمال·
غسان خروب - فلسطين