ما يجري على الأراضي الفلسطينية المحتلة هذه الأيام يثبت للعالم أجمع أن إسرائيل لا تبدي أية رغبة حقيقية وصادقة في السلام مع الفلسطينيين على رغم ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون وما تتناقله الألسنة اليهودية هنا وهناك.
إن من الواضح اليوم أن المسألة وصلت إلى طريق مسدود ولا يمكن للمرء أن يصدق حرفاً واحداً مما يرد في الأنباء على لسان (شارون) حول رغبة في التنازلات والتهدئة والسلام كي تكون ثمة فرصة لبناء دولتين يهودية وعربية إلى جانب بعضهما بعضا دون قلاقل وحروب· فهذا العقل الشاروني، الذي وصف في مقالة نشرت في الصحف العبرية نفسها بأنه مزدوج التفكير، لا يمكننا فهمه أو استيعاب محاولاته التضليلية المتكررة للعالم. إنه يبدو للعالم جانحاً للسلام بقوة في حين تبدو أفعاله للعيان بصورتها الإجرامية التي لا يختلف عليها اثنان·
العمليات الإجرامية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي مؤخراً في (رفح) وراح ضحيتها أكثر من عشرة فلسطينيين تفضح تفكير شارون الحقيقي بمعزل عن أقواله وتصريحاته كلما ضغطت الإدارة الأميركية عليه للعودة إلى خريطة الطريق أو بنود (أوسلو).
ما أتمناه اليوم هو أن يتم النظر إلى ازدواجية التفكير الإسرائيلي في هذه المرحلة بعين مبصرة كي نحلل ما يريده اليهود من العرب في فلسطين بعد حين، خاصة أن الصحف العبرية تكثر من تحليل الخطابات العربية في الوقت الراهن وتقدم للشعب اليهودي فكرة جيدة عما سيجري قريباً في الساحة العربية، وعما إذا كان هناك تحرك عربي جاد تجاه دعم الفلسطينيين أم لا. هذا الأمر يدفعنا إلى دعوة الكتاب العرب (المحللين) لتقوية أدواتهم، والمتابعة اليومية، والبحث في مستجدات الحالة الفلسطينية وأقوال وأفعال (شارون) كي يقدموا ما هو مطلوب منهم للشعب العربي في الوقت الراهن، والتوقف عن النقد للتصريحات وإبداء الرأي الخاص دون أية معلومة مفيدة للقارئ المحتار بما يجري من حوله·
علي قعدان - رأس الخيمة