لقد طالعت مقال الأستاذ الدكتور طارق سيف حول (الأجمل والأسوأ في عام 2003) والمنشور يوم الأحد 28 ديسمبر 2003 في صفحات (وجهات نظر)· وحيث إنني من المتابعين لكتاباته في (وجهات نظر)، ورغم اتفاقي الكامل مع كل ما ورد في المقال، أرى أنه من واجبي كأحد المتابعين للأحداث أن أشير إلى بعض النقاط المهمة التي ربما اختلف فيها مع ما جاء في المقال، ولكن الاختلاف لا يفسد للود قضية -كما يقولون- لأنني أكن لصاحب هذا القلم الصريح والواضح والموضوعي والذي يعبر دائماً عما تجيش به صدورنا كل احترام وتقدير·
رغم اتفاقي على أن الأجمل هو تطور العلوم في مجال التكنولوجيا الحيوية، فإن الأسوأ كان تخلف الدول العربية في هذا المجال، بل وعدم الاهتمام الكافي به، وقد يرجع ذلك إلى ضعف في فهم أهمية هذا المجال أو أنها السمة العامة لتراجع العرب في كل المجالات·
إنني أعتب عليك احترامك لقلمك وعدم فضحك للأبواق العربية التي أشرت إليها في مقالك برموز ومصطلحات، وإن كنت أشعر أن قراءك حتماً سيعرفون بالتأكيد من تعنيهم بهذه المصطلحات، لأنهم قد أصبحوا يفرقون بين الغث والسمين، ويعرفون جيداً أصحاب الأبواق والغوغائيين والمرتشين الذين يأكلون على كل الموائد دون أن يكون لديهم أي شعور وطني أو حس قومي، وفقدوا احترامهم لذاتهم فأصبح البديل هو الزعيق والشعارات والافتئات على الشرفاء لأنهم لا يدفعون!!
أرجو المعذرة فقد أثارني المقال الذي يؤرخ لعام مضى كان أشبه بالكابوس على العرب، وإن كنت قد حاولت سيادتكم أن تخفف عنا بعض ما قاسيناه خلال عام 2003، إلا أنني بكل صدق أؤكد بأنه عام كئيب، وإذا كان الأجمل هو (انفضاح بعض الدول) كما أشرت في مقالك، فإنني أؤكد لك أن الأجمل هو انفضاح معظم الدول العربية التي زَايَدَ بعضها على العراق والبعض الآخر زَايَدَ على القضية الفلسطينية، ولكنهم في النهاية خضوا جميعاً لـ(الشيطان الأكبر) أميركا، كما تسميه إيران والتي خضعت هي الأخرى لمطالبه·
أرجوك أن تحاول في العام القادم أن تأخذ بأيدينا إلى الطريق نحو مستقبل أفضل ليكون عام 2004 كله أجمل، وإن كنت أشك في ذلك، ولك مني أطيب التمنيات·
عثمان عبدالحميد عبدالله
صحفي عربي - رأس الخيمة