يأبى الارهابيون أن يودعوا عام 2003 إلا بمثل ما بدؤوه به، شلالات دماء تتساقط وتنهمر في كل أنحاء المعمورة، ودموع تشد أواخرها من مآقي الثكالى واليتامى والمكلومين وتسح بديم لا تنقطع، في روالبندي، وفي غزة وبغداد وبعقوبة والموصل وكركوك، حتى صار الكون كله مشبعا برائحة البارود والدم وغبار التفجيرات ولهيب الأنفاس والنفوس الحائرة والقلقة من هلاك يخبئه لها الإرهابيون في الطائرات والقطارات والبواخر والمجمعات السكنية والتجارية وتحت الطرق والجسور وحتى في المستشفيات ورياض الأطفال!
إن هؤلاء الناس الذين استبدلوا بظهر الأرض بطنا، وبسعتها ضيقا، وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة، يريدون خنق المجتمع الدولي بهذا الجو الملوث والمسمم بأبخرة أفعالهم القذرة، وبما يلونون من المصائد، وما ينصبون من الشراك الخادعة لأهل الغفلة من ذوي العقول القاصرة عما في عواقبها، فالحذر الحذر من هذه الفئة الباغية التي اتخذت من عباد الله خولا، ومن مال الله دولا، ومن دينه دغلا، يتلفعون بما يضلل بأنه زين الدثار لكنه لا يخفي ما تحته من شين الإزار، ألا بئس ما يقولون وما يفعلون·
··· الرأي العام العربي والإسلامي والدولي يدرك تمام الإدراك ويعي جيدا أن ما تدعوا إليه من باطل وما ترتكبه هذه الفئة الباغية من جرائم، ليس من الدين الإسلامي في شيء، ولا يمت إليه بأية صلة، فهي ليست سوى عصابة إجرامية لا دين لها، أنشأت الفتنة وقادت الضلالة، لا تختلف عن بل و تلتقي وتتفق مع ارييل شارون وشاؤول موفاز وبول بوت وسلوبودان ميلوسيفتش وغيرهم من بارونات الإرهاب في الوسائل والأهداف، وعليه فان ظاهرة وجودها ليست وقفا على البلاد العربية والإسلامية وحدها، ولكنها ظاهرة عالمية تتطلب مواجهة عالمية شاملة، فليكن عام 2004 الذي يوشك على القدوم، عاما لاستئصال واجتثاث هذه الظاهرة من جذورها وقطع دابر شرورها أينما وجدت·