عِجلُ شارون برأسين وإسرائيل تبرر امتلاك النووي


 اهتمت الصحف الإسرائيلية بأخبار قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة، وعنيت بزيارة وزير الخارجية المصري لإسرائيل عناية طفيفة، وركزت اهتمامها الأكبر على مراقبة الأسلحة الإيرانية وخطاب أرئيل شارون الذي وصف بأنه تحول ملفت في السياسة (الشارونية)، أو -  كما قالت (يديعوت أحرونوت) - هو بداية الانفصال عن أحزاب اليمين...


(النووي) مبرر لإسرائيل


  لم تكتف صحيفة (جيروزاليم بوست) بنقل دعوات بعض القادة العرب لإسرائيل لتحذو حذو ليبيا في نزع أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها الدولة العبرية وتسعى لتطويرها باستمرار أمام أعين الرأي العام الدولي· فقد كتبت (جيروزاليم بوست) في افتتاحيتها أمس أن من حق إسرائيل التمتع بالسلاح النووي كي تستطيع الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي هجوم نووي أو ذري من إحدى دول المنطقة·
الصحيفة تحدثت صراحة عن تهديد متواصل من (إيران) ساعية إلى تحريض دولي أكبر لنزع السلاح النووي من هذه الدولة التي تعدها إسرائيل -بحسب الصحيفة- عدواً كبيراً ومهدداً حقيقياً لأمن إسرائيل·
(جيروزاليم بوست) تعتبر حق إسرائيل في امتلاك القدرة النووية أمراً مبرراً، وتؤكد، عبر افتتاحيتها، على أنه من الخطر امتلاك ليبيا وإيران السلاح النووي  (لأنهما من الدول المساندة للإرهاب) بينما لا مبرر لمنع إسرائيل من امتلاك هذه الأسلحة (كونها موقع تهديد مستمر من دول المنطقة)··· 



شارون برأسين


   بعد استعراض شارون خطته السياسية المقبلة في خطاب حاسم انتظرته الأوساط الإعلامية الإسرائيلية لأسبوع كامل، انبرت الأقلام الإسرائيلية لتحليل ماهية هذا الخطاب وتأثيراته في المرحلة المقبلة··· (يديعوت أحرونوت) وصفت الخطاب بأنه انفصال عن أحزاب اليمين في إسرائيل، وأنه بداية العد التنازلي لانسحاب حزبي (المفدال)، و(الاتحاد الوطني) من الائتلاف الحالي، وسيناريو جديد لإقامة حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل·
   الكاتب (زئيف بارئيل) كتب مقالاً مثيراً في (هآرتس) حول الموضوع، اختار له عنوان:(عجل شارون برأسين)، تحدث فيه عن الازدواجية التي يعاني منها رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون في التعامل مع الوضع الراهن ومسألة إقناع البعض بأهمية بناء (الجدار العازل)· ويرى الكاتب أن شارون زاد المسألة تعقيداً في خطابه الأخير، فقد ترك للفلسطينيين الخيار في التعامل مع أحد رأسيه المختلفين: (واحد أمام الجدار برأي خاص فيه، والآخر خلف الجدار برأي مغاير للرأي الأول·· ولكم حرية التعامل مع هذه الازدواجية)·
الكاتب،  على رغم انتقاده الشديد لخطاب شارون، يجد أن الخطاب حمل إنجازاً تاريخياً باعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية بان أمن المستوطنات مسألة تحتاج إلى التراجع قليلاً عن التفكير باتجاه واحد·


ليرحل اللاجئون


  كاتبة يمينية دعت إلى ترحيل اللاجئين الفلسطينيين عوضاً عن إخلاء مستوطنة    (نتساريم) كحل لمعضلة الجدار التي تشكل قلقاً لكثير من المستوطنين خلف الجدار·
   (أمونه ألون)، في مقال نشرته (يديعوت أحرونوت)، قالت: على رغم الوضع المعقد الذي يعيشه سكان مستوطنة (نتساريم) إلا أنهم مستعدون للعيش طوال حياتهم هكذا وسط السكان العرب المكتظين والمعادين للأبد· ولكن هذا الأمر مستحيل ومن الأفضل أن يتم إخلاء اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من الحديث عن إخلاء مستوطني (نتساريم)·
وتتساءل الكاتبة: إذا كان يتوجب إخلاء أحد من هناك فلماذا يكون اليهود؟·· اليهود الذين يعيشون في غزة يرون في المنطقة بيتهم، بينما اللاجئون الفلسطينيون لا يرون ذلك··· الـ 800 ألف لاجئ، الذين يشكلون ثلثي عرب القطاع، يشتاقون للرحيل عن غزة والعودة إلى  (عكا) و(يافا) و(المجدل)··
وتقترح الكاتبة أن يتم إخلاء المخيمات الفلسطينية المحيطة بـ(نتساريم) ووضع سكانها في  (معسكرات)·


الموساد و(الذري) الإيراني


(زئيف شيف)، الخبير الاستراتيجي في صحيفة (هآرتس)، وضع مجهره على عينة من التعاون الأمني بين إسرائيل وأميركا في موضوع الكشف عن أسلحة الدمار الشامل في المنطقة· وقال في مقال له إن الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) لها فضل كبير في الكشف عن قدرة إيران الذرية، وأن وكالة الطاقة الذرية لم تكن قادرة على هذا الكشف لولا إصرار الاستخبارات الإسرائيلية طوال السنوات الماضية على أن إيران تطور سلاحاً ذرياً خطيراً·


   الكاتب يرى أن إيران تعاونت مع الرقابة الدولية بعد تهديد أوروبي بالانضمام إلى أميركا في حال قررت الأخيرة