بقلم خجول أردت إبداء وجهة نظري لأستاذي الفاضل د· خليفة السويدي في مقاله المنشور في صفحات >وجهات نظر< يوم الخميس قبل الماضي بعنوان >عاطفة التدين< والمحاولة في الإجابة على بعض تساؤلاته كما أراد وأن أترك المجال مفتوحاً للقارئ الكريم في التوجيه والتسديد كما صح عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله الدين النصيحة·
فأبدأ وبالله التوفيق بأول وقفة هادئة أصدرها أستاذي الفاضل في مقاله ألا وهي شد الرحال من بعض إخواننا في رمضان إلى مساجد معينة تعرف بنداوة صوت إمامها وحسن ترتيله للقرآن وهل فعلهم هذا يخالف نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، فأجيب بأن الشد المراد به في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو السفر وأن ما قام به إخواننا هؤلاء لا أظن أنه يعتبر سفراً إن كان كما هو معتاد في داخل مدينتهم نفسها إلا إذا كان عند أستاذي الفاضل الذهاب إلى الأسواق والمراكز التجارية والمستشفيات يعد سفراً أيضاً!
وأضيف أن من حسن الظن بإخواننا هؤلاء أن ما قاموا به هو لصدق نواياهم وابتغائهم اغتنام زيادة الأجر والثواب في شهر رمضان المعطاء بكثرة الصلاة وإطالتها والتدبر في ترتيل الإمام المتقن ومحاولتهم تحصيل لب الصلاة وجوهرها ألا وهو الخشوع والانكسار فيها لله رب العالمين·
ثم كانت وقفة أستاذي الفاضل الثانية مع بعض إخواننا في الحرم المكي ممن تأثروا وربما بكوا أثناء دعاء الوتر في حين أن قراءة القرآن لم تؤثر فيهم كما هو المفروض والأولى شرعاً، فأجيب بأن مثل هؤلاء لم يؤثر فيهم القرآن لأنهم جهلوا تفسيره وأسباب نزول آياته فمنهم من هو عربي الأصل أعجمي اللفظ! وأما الدعاء فكان تأثيره فيهم أقوى لفهمهم معانيه الواضحة البسيطة التي لا تحتاج إلى شرح معلم أو تعليق أستاذ، فأحدنا يتأثر بما يفهم لا بما لا يفهم، وهنا ادعوا الله القدير أن يرد المسلمين إلى فهم دينهم وتدبر قرآن ربهم ومتابعة سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم·
ثم كان بعد ذلك تساؤل أستاذي الفاضل أي الخطابين يميل إليه المسلم اليوم هل هو الخطاب العلمي الجاد أم الخطاب اللاعقلي العاطفي؟
فأجيب بأن هذا الأمر يعتمد على المتلقي نفسه وعن مستواه العلمي والتزامه بتعاليم دينه· فالعوام مثلاً أكثر تأثراً بالخطاب اللاعقلي العاطفي من غيرهم في حين أن العقلاء (إن صح التعبير) يحرصون على النوع والكيف والمضمون لاا لشكل البراق فقط والذي أراه الأفضل والأكمل هو الجمع بين المادة العلمية الرصينة من الخطاب العلمي الجاد والمادة الشيقة والعاطفة المحفزة من الخطاب اللاعقلي العاطفي حتى لا يمل المستمع وتتحصل الفائدة المرجوة من الخطاب بأقصى درجاتها والكمال لله وحده·
محمد عبيد الظاهري - طالب جامعي