من كان يصدق أن صدام حسين سيلقى عليه القبض في جحر مجهول؟ من كان يصدق أن -القائد الضرورة- سيعتقل بهذه الطريقة البشعة؟
قلبي على زملائه الطغاة، وهم يشاهدون صوره الموحشة والمرعبة لحظة اعتقاله، وكيف أنه يفتح فاه كالبقرة أمام الطبيب المختص، ليجري عليه الفحص الطبي اللازم· هل تصور الطاغية الذليل أنه سيعيش يوماً ما، كما عاش ضحاياه الذين غيبهم سنين طويلة في السجون المظلمة، وطوامير المعتقلات؟
على مدى 35 عاماً، ملأ الطاغية الذليل الدنيا، فأقامها بجرائمه ولم يقعدها، ليجد نفسه في لحظة تاريخية، يستخرج من جحر·
نتمنى أن نتعلم - نحن العراقيبن أولاً وقبل كل إنسان آخر- من نهاية الطاغية الذليل، حتى لا تتكرر ظاهرته مرة أخرى، ونحن على أبواب صياغة معالم عراق جديد، عراق الحرية والكرامة والعزة، لأن صدام ظاهرة وليس شخصا، قابلة للتكرار إذا لم ننتبه إلى عوامل صناعتها·
إن الطاغية لا ينتج نفسه، وإنما ينتجه الناس بسكوتهم على أخطائه، وتجاوزهم عن جرائمه الصغيرة والحقيرة، حتى تكبر لتملأ البلاد بالمقابر الجماعية·
نزار حيدر - واشنطن