في المقال الذي كتبه مدع أول سابق في محاكم جرائم الحرب في رواندا ويوغوسلافيا ريتشارد جولدستون في صفحات وجهات نظر يوم 16/21/2003 بعنوان: ليسود العدل في بغداد توقعت أن أرى إضافة حقيقية لموضوع يكثر فيه الجدل الآن، وهو محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين· أولاً لكونه ضليعاً في مثل هذه المحاكمات، وثانياً لكونه انبرى للحديث حول الموضوع في بداياته·
السيد جولدستون قدم عرضاً تاريخياً لمحاكمات جرائم الحرب الشهيرة في العالم، واعتبر أن مثل تلك المحاكمات يمكن أن تطبق على حالة صدام حسين متناسياً الطبيعة السيكولوجية للشعب العراقي وما تركه صدام حسين من أثر نفسي قاس على مجموعة كبيرة منه طيلة هذه السنوات· وفي هذا الأمر ضعف تقدير -إن صح التعبير - لأن الشعب العراقي يطالب بانتقام شخصي من هذا الرجل الذي ظلمه وشرده وقتل أفراداً منه بوحشية بالغة·
الشيء الثاني هو أن جهات كثيرة من العالم تطالب بحقها في محاكمة صدام، وهو أمر قد يتطلب إجراء المحاكمة في دولة محايدة بعيدا عن العراق·
والشيء الذي أرغب بالتعليق عليه أخيراً هو أن الكاتب ريتشارد جولدستون قال حرفياً: يخالجني الكثير من الشك فيما يقول به بعض أعضاء مجلس الحكم العراقي من أن في العراق نظاما عدلياً يعول عليه ·· أعتقد أن هذا الأمر من أهم ما ورد في مقالة السيد جولدستون، ويجب النظر إليه بعين ثاقبة عند الحديث عن محاكمة صدام حسين· فهل ستتم محاكمة صدام في العراق بأيد عراقية أم أميركية ؟
سعدي فراج - الأردن