تستطيع الولايات المتحدة احتكار القرار الدولي ولديها المقدرة على شن حروب استباقية وغير استباقية، لكن لا تستطيع الولايات المتحدة أن تحتكر الحقائق· آخر مثال على هذه المقولة ظهر يوم الاثنين الماضي عندما طالب غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي بالاطلاع على نتائج التفتيش على أسلحة العراق· الغريب أن الكونجرس الأميركي اطلع في أكتوبر الماضي على نتائج لجان التفتيش الدولية على أسلحة العراق، الأمر الذي أثار حفيظة البلدان الرافضة للحرب كروسيا وفرنسا· وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفريق الذي أرسلته الولايات المتحدة للتفتيش على أسلحة والمكون من 1400 خبير لم يتوصل بعد ستة اشهر من عمليات البحث والتحقيق على الأرض إلى إيجاد أي أسلحة دمار شامل في العراق·
لذا يمكن القول إن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق لا تزال تفتقر إلى مبررات مقنعة· فأين هي الأسلحة والمختبرات التي عرضها وزير الخارجية الأميركي في خطابه أمام مجلس الأمن وأين هي أسلحة الدمار الشامل التي يمكن للعراقيين استخدامها في غضون 45 دقيقة؟ أعتقد أن الإجابة على هذه التساؤلات ستكون ملكاً للجميع سواء المؤيدين للحرب أو معارضيها·
لكن السؤال الأهم كيف سينظر المسؤولون الأميركيون لأنفسهم عندما تمر الشهور تلو الشهور دون العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية؟ هل سيخترعون مبررات أخرى أو سيبحثون عن حلول مستوحاة من سينما الخيال العلمي وساعتها ربما يجدون حلاً سحرياً هو أن صدام أرسل أسلحته إلى المريخ أو إلى مجرة أخرى غير مجرتنا·
أحمد زكي - أبوظبي