... أي جهاد وأي كفاح وأي مقاومة هذه التي تستهدف المسافرين في القطارات والطائرات والحافلات والسفن وسيارات الأجرة؟ أما آن لهذه الجرائم أن تتوقف؟ أما آن لفقهاء السوء والضلال والتضليل أن يخرجوا من زوايا الارجاف ومن كهوف النفاق، وأن يخلعوا عباءة الشيطان الذي ركب عقولهم وقلوبهم وهيأهم بهيئته؟ أما علموا أن قتل النفس بغير حق محرم بشكل قطعي لا يقبل التأويل؟ أولم يدر في خلدهم ويسألوا أنفسهم أن جهادهم المزعوم هذا لم يردع عدوا ولم يصد غازيا، بل كان وما يزال عونا للطغاة وسندا لأعداء الدين والانسانية؟ فكم من انسان بسيط الحال، يسعى الى رزقه الحلال أزهقوا روحه بعدما رموه بشرهم غيلة وغدرا؟ وكم وكم من أرواح الضحايا الابرياء يحملون وزر ازهاقها في أعناقهم؟ أما آن للمهللين والمتواطئين أن يكفوا عن تبرير هذه الأفعال المنكرة دينيا وأخلاقيا، والمستنكرة انسانيا، والمدانة بجميع أوجهها وتوجهاتها؟
··· هذه الاسئلة والتساؤلات التي نطرحها مجددا تكشف بوضوح شديد زيف الدعاوى وضحالة المبررات وهشاشة الذرائع التي يتستر من ورائها الارهابيون، ويفترون على الله الكذب الصريح عندما ينسبونها الى الدين الاسلامي الحنيف، أي افساد في الأرض هذا الذي ينشرونه؟ وأي دجل وخبل هذا الذي يريدون أن يلصقوه بالاسلام السمح الطاهر النقي من كل جهالة وضلالة؟ فالغيارى على هذا الدين لن يتركوه نهبا للملوثات التي ينفثها هؤلاء الملتاثون عقليا والمنحرفون فكريا الذين يخططون لاختطاف الدين ووضعه رهينة في أيديهم الملطخة بدماء المسلمين في الرياض والدار البيضاء وبالي وبغداد وغيرها من ديار المسلمين وأهل الكتاب وبقية البشر في العالم·
ان عودة مسلسل التفجيرات الانتحارية اليائسة ضد المدنيين والعزل أو مايسمى بالاهداف السهلة، الى الظهور من جديد في أماكن عدة من العالم، مترافقا مع تحذيرات من مراجع أمنية دولية من أن الارهابيين ربما يشنون اعتداءات على طائرات الركاب مستخدمين متعلقات شخصية كالجوارب والاحذية لاخفاء أدوات القتل والتدمير، لن يرهب المجتمع الدولي، ولن يثبط عزم التحالف الانساني العريض على مكافحة الارهاب وتضييق الخناق على مدبريه وادواتهم، وعلى مبرريه ونهجهم الأعوج.