:Political Science Quarterly


استراتيجية بوش في العراق



تضمن العدد الأخير من دوريــــة Political Science Quarterly مجموعة تقارير تحت عناوين مختلفة أبرزها: استراتيجية بوش لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا روبرت جيرفس، والذي خلص فيه إلى استنتاج مفاده أن هذه الاستراتيجية تظهر بوضوح في غزو الولايات المتحدة للعراق· هذا الغزو يُعد نقلة جوهرية من أفكار الرئيس بوش قبل أحداث 11 سبتمبر المتمثلة في الاستخدام المحدود للقوة دفاعاً عن المصالح الأميركية في الخارج إلى خطة طويلة المدى تتيح لواشنطن استخدام القوة كما لو كانت إمبراطورية عظمى· جيرفس يرى أن هذه الاستراتيجية تتكون من أربعة عناصر أولها: الإيمان القوي بأهمية النظام الداخلي في تحديد السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وثاني هذه العناصر، أهمية الحرب الوقائية في التعامل مع التهديدات الخطيرة، أما ثالث هذه العناصر، فيكمن في العزم على انتهاج سياسات أحادية عند الضرورة، وأخيراً فإن قيام الولايات المتحدة بتأكيد زعامتها على الصعيد الدولي مسألة ضرورية لتحقيق السلام والاستقرار في العالم· الكاتب يرى أنه من الصعب أن نفهم أن الهدف الرئيسي للحرب هو مجرد الإطاحة بصدام حسين أو نزع أسلحته·
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدورية تصدر كل ثلاثة شهور عن أكاديمية العلوم السياسية في نيويورك· وتحت عنوان: الفشل المؤسساتي في البت في قرار الحرب كتب لويس فيشر تقريراً أشار خلاله إلى أنه لو قمنا برصد أداء مؤسسات صنع القرار الأميركية أثناء البت في منح إدارة بوش صلاحية شن الحرب على العراق وبالتحديد في أكتوبر ،2002 لوجدنا أن هذه الإدارة فشلت في تقديم معلومات صحيحة إلى الكونجرس كي تبرر الحرب واعتمدت على ادعاءات ومزاعم هزيلة· فيشر توصل في مقاله إلى قناعة مؤداها أن الكونجرس الأميركي أخفق في القيام بواجباته مرتين، أولاهما عندما صوّت على قرار الحرب من دون أدلة كافية، والثانية عندما أصدر قراراً يعطي من خلاله الرئيس بوش صلاحية شن الحرب وهو أمر طالما حاول المشرعون الحيلولة دون وقوعه·


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فصول: الرواية والإرهاب والسلطة والسينما


في عددها الأخير اشتملت دورية فصول، وهي مجلة النقد الأدبي العلمية المحكمة، على دراسات وبحوث نقدية عديدة، منها دراسة حول تطور أدوات الصياغة الروائية من الواقعية إلى الحداثة، حاول كاتبها إبراهيم فتحي التفريق بين شقين في السرد الروائي هما القصة والخطاب. فالقصة، كما يوضح الكاتب، تتكون من أحداث وأفعال ووقائع في المكان والزمان، ومن موجودات هي الشخصيات ومفردات المشهد، بينما يهتم الخطاب بوسائل توصيل المحتوى ذاته. ويتتبع الكاتب مفهوم القصة والحبكة وكيف تقلص دور الحبكة الغائية في الحداثة من الرؤية التي تقوم على الكلية والاستمرار في الرواية الواقعية، إلى حبكة ذات أحداث مفككة في النص الروائي الحديث.
وفي دراسة بعنوان الإرهاب في الخطاب الروائي العربي، يرصد نبيل سليمان أهم ما قالته مدونة روائية عربية تنتسب إلى كل من تونس والسعودية وسوريا ومصر حول سؤال الإرهاب، خلال العقدين الأخيرين. ومن خلال قراءة اثنتى عشرة رواية يوضح الكاتب كيف تلامحت صور التيار الإسلامي المتطرف في الروايات التي اشتغلت على الأصولية الإسلامية والمقاومة الاستشهادية والحرب الأهلية والاغتيال السياسي وإرهاب الدولة.. وسوى ذلك من مفردات ضجـــيج الإرهاب اليوم .
وتتناول دراسة لريتشارد جاكمون ملامح العلاقة بين الكتاب والسلطة في مصر بعد عام 1952، فيتحدث عن ازدواجية عمل الكاتب المصري الحديث على صعيدين: أولهما كونه يمارس بصورة موازية وظائف تابعة للدولة، وثانيا لأن له دوره في الدولة التي تسيطر على حياته المهنية، يبالغ في تصور مهمته الاجتماعية. ويقول كاتب الدراسة انه على رغم إقصاء الصفوة المصرية المثقفة عن المناصب القيادية المهمة، إلا أنها ظلت مرتبطة بممارسة السلطة على صعيد أدنى، وبإنتاج الخطاب السياسي والأيديولوجية السياسية للنظام.
وكتبت سلمى مبارك عن الصوت والصمت في السينما والأدب، لتوضح أن كلا من الصوت والصمت في النص السينمائي والأدبي معا، يمثل ثنائية متلاصقة يبدو فيها الصوت العنصر القائد. وحاولت كاتبة الدراسة إقامة حوار متبادل ليس فقط بين نصين ينتمي كل منهما إلى نوع مختلف، لكن أيضا إقامة حوار بين أدوات قراءة للنص تنتمي إلى عوالم نقدية متباينة. وبينت الكاتبة أن المستفيد الأكبر من ذلك الحوار هو النص الأدبي الذي طالما أفاد الدراسات السينمائية في السابق، لكنها ترفض فكرة التراتب م