قام ماركوس فلافيو أسونكو باسترجاع كلمة سر مؤلفة من أربعة أرقام وخاصة بالعمليات المصرفية على الانترنت - وكان قد اعترضها للتو عندما قام أحد المراسلين بإجراء اتصال عبر حاسوبه المحمول بموقع المصرف على الانترنت، وهو الموقع الذي من المفترض أن يكون آمناً·
وقال السيد أسونكو وهو هاكر في عامه الحادي والعشرين : ما كان للأمر أهمية لو أنك في ماليزيا، على الجهة الأخرى من العالم · وأضاف أسونكو الواثق من نفسه: ما زال في وسعي أن أسرق كلمة السر الخاصة بك · وعلى رغم أن مواهب السيد أسونكو بوصفه هاكر تثير الاعجاب، الاّ أنها تكاد لا تكون فريدة في البرازيل، حيث تتفشى الجريمة المنظمة وحيث تتصف بالقصور والضعف تلك القوانين الهادفة الى الحيلولة دون وقوع الجرائم الرقمية والحاسوبية· إن البرازيل تتحول الى مختبر للجرائم الحاسوبية، حيث يتخصص الهاكرز ، القادرون على التعاون والتآمر بحصانة نسبية من العقاب، في سرقة البيانات وبطاقات الهوية وأعمال الاحتيال والقرصنة باستخدام بطاقات الاعتماد وكذلك التخريب المتعمد على الشبكة·
يقول السيد أسونكو : معظمنا هنا هاكرز ، ولسنا مخربين· إننا أشخاص طيبون نمارس هذا العمل فقط على سبيل التحدي· نحن لسنا مجرمين · وقد أصر أسونكو وأكّد على أنه لم يوظف على الاطلاق مواهبه في استخدام إجرامي، مع أنه اعترف بأنه قام في الرابعة عشرة من عمره، بتعطيل عمل إحدى شركات التزويد بخدمة الانترنت طوال فترة العطلة الأسبوعية، وذلك على اثر دخوله في جدال ونقاش مع صاحب الشركة·
في جميع أنحاء الكرة الأرضية، يحب الهاكرز أن يصنفوا أنفسهم تحت خانة القبعات البيضاء ، أي الأخيار، أو خانة القبعات السود ، أي الأشرار، على حد قول أليسيو فون ميلوزو مدير التحرير في شركة دايجيراتي التي تقوم بنشر إحدى المجلات المتخصصة بشؤون الهاكرز · وتحمل المجلة اسم هاكر: مجلة العالم الرقمي السفلي · وقال ميلوزو : هنا في البرازيل، تجدون للوّن الرمادي تدرجات متنوعة ·
وقد قام السيد أسونكو بإنشاء برنامج حاسوبي لصالح شركة ديفنيت التي يعمل لديها، وهي شركة استشارات صغيرة في مدينة ساو باولو معنية بشؤون الانترنت·
ويستخدم البرنامج المذكور نظام إغراء وجذب يمكنه أن يغوي المتطفلين بمحاولة الدخول ثم يقوم بالرصد والمراقبة الآنية (أي دون تأخير أو فاصل زمني)· كما يستخدم البرنامج تقنيات معينة لاحباط المدعين الذين يحاولون إخفاء كمبيوتراتهم تحت قناع هويات مزيفة تجعلها تبدو وكأنها كمبيوترات تابعة للمصارف أوالمواقع الأخرى الآمنة· ولم يتمكن السيد أسونكو حتى الآن من الحصول على موعد مع زبائنه المستهدفين، وهم المديرون الأمنيون التنفيذيون في المصارف الكبيرة، وهنا يقول: يقولون ان لديهم أمنهم الخاص واجراءات الحماية الخاصة بهم، ويميلون الى تجاهل الأمر···لكن الهاكرز البرازيليين مشهورون بابداعهم· واذا استمرت الأمور على هذا النحو، فلن تبقى هناك عمليات سطو على البنوك باستخدام المسدسات، اذ أن كل عمليات السطو والسرقة سوف يجري تنفيذها على الشبكات ·
في السنتين الأخيرتين على أقل تقدير، أصبحت البرازيل القاعدة الأنشط للمخربين و الهاكرز الذين يجوبون الانترنت على الدوام·
في السنة الماضية، كانت الجماعات العشر الأولى، الأكثر نشاطاً في مجال التخريب والاجرام على الانترنت، برازيلية، وقد كان من بين تلك الجماعات نقابات تحمل أسماء مثل ytiruceS ruoY gnikaerB أي تحطيم أمنك، lleH lautriV أي الجحيم الافتراضي، nimdA ruoY gnitooR أي ترسيخ ادارتك، وغير ذلك من الأسماء· وقد أكدت أعمال التعقب والرصد أن البرازيل مصدر 96 ألف هجوم علني عبر الانترنت، شهده أو أكده أشخاص أو قاموا بالابلاغ عنه· ويعادل ذلك الرقم نحو 6 أضعاف عدد الهجمات التي جرى تعقبها الى تركيا، التي تحتل المرتبة الثانية في هذا المضمار·
لقد أصاب الانهاك عناصر الشرطة البرازيلية من انخراطهم في مكافحة الجرائم العنيفة في مدن مثل ساو باولو و ريودي جانيرو و برازيليا ، غير أنهم يجدون أيضاً أن من الصعب مواكبة عصابات الهاكرز والتماشي مع ايقاع نشاطهم· يقوم العناصر العشرون العاملون لدى شعبة مكافحة الجريمة الاليكترونية، التابعة لقيادة شرطة ساو باولو، بالقبض على نحو 40 محتالاً حاسوبياً في كل شهر ·غير أن هؤلاء المجرمين لا يشكلون سوى جزء بسيط من المسؤولين عن تنفيذ العدد المتزايد من الجرائم الحاسوبية الشهيرة التي تقع في مدينة ساو باولو ، وهي العاصمة الاقتصادية للبرازيل، وذلك على حد قول رونالدو توسيونيان ، نائب المفوض رئيس دائرة الشرطة·
ولا تحظى جهود دائرة شرطة ساو باولو بالعون من القانون الغامض الذي يعود تاريخه الى عام ،1988 أي قبل أن يسمع معظم البرازيليين بشيء اسمه الانترنت· وبموجب ذلك القانون، لا يمكن لعناصر الشرطة أن يعتقلوا واحداً من الهاكرز بحجة أنه اخترق موقعاً ما أو لأنه قام بنشر فيروس برمجي، الاّ إذا استطاعوا (أي عناصر الشرطة) تقديم دليل على أن ال