عقد مؤتمر مدريد الذي استمر ثلاثة أيام كاملة، وحضره ممثلون عن سبعين دولة· وجاءت هذه الدول للمساهمة في تقديم المعونات لإعمار العراق وانتشاله من الحالة التي وصل إليها· وهذه الدول تدعى الدول المانحة · وقد قدمت ما مجموعه ثلاثة وثلاثين مليار دولار على شكل معونات أو قروض ميسرة· وكانت اليابان أكبر المتبرعين بعد أميركا إذ وعدت بتقديم خمسة مليارات دولار· ويعتبر إقبال الدول على مساعدة العراق للخروج من الوضع الذي وصل إليه بعد ثلاث حروب وثلاثة عشر عاماً من المقاطعة وحكم مستبد كتم أنفاس الشعب لأكثر من ثلاثة عقود مفهوماً· فهذه الدول كان حافزها إدراكها بأن تقديم أية معونة للعراق إنما يستحقها بل هو جدير بمثل هذه المعونات السخية·
وعلى رغم ذلك ثمة دولتان رئيسيتان من دول أوروبا لم تقدما شيئاً يذكر، وحجتهما أن استتباب الأمن والهدوء يأتيان قبل الإعمار والتطوير وإعادة الحياة إلى طبيعتها· ولكن الولايات المتحدة تريد أن يسير الأمران في خطين متوازيين· وقد حدث نقاش طويل على هذا الموضوع· وهناك موضوع أثير يتعلق بانعدام الشفافية والرقابة المحاسبية لمبلغ خمسة مليارات صرفت خلال مدة الاحتلال من ريع النفط· لذلك بدأت الدعوة إلى الرقابة المتشددة على أوجه صرف الأموال، بصوت عال.
منصف أبوبكر - أبوظبي