بات هناك شعور يتزايد لدى الأميركيين بأنهم تورطوا في العراق أيما تورط، وأنه تحول إلى مستنقع لقواتهم لا يقل خطورة عن فيتنام، والصومال أو لبنان· فهجمات المقاومة تزداد وتشتد، ومعنويات الجيش الأميركي تتفاقم نحو مزيد من التدهور والتدني، بينما أصبحت واشنطن تسعى إلى شركاء آخرين لتوريطهم معها في العراق الذي أصبح على ما يبدو مقبرة وليس حقل نفط متدفق· وحدث هذا ميدانياً في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية كل من بوش وبلير وزادت رقعة المعارضين للحرب وما أعقبها من احتلال العراق· خاصة أن المبررات التي سيقت لإعطاء الحرب مشروعيتها، كشفت عن مدى التزييف والتحريف اللذين خالطهما؟ فماذا بعد؟
على العراقيين أن يستثمروا ضربات المقاومة وتصعيدها، على نحو سياسي ناضج إلى أقصى حد ممكن· فالتاريخ يثبت أنه ما نال شعب استقلاله عن المحتل إلا من خلال الصبر والتصميم والتضامن·
وليكن في التجربة الفلسطينية درس فيما يتعلق بالنتائج الوخيمة لتسرع السياسيين وتلهفهم إلى اتفاقات قبل أن تؤتي المعركة الميدانية أكلها في الغالب، بل اجهاض انتصارات المقاومة من خلال اتفاقات ومعاهدات لا تحقق الحد الأدنى من الحقوق التاريخية المطلوبة.
عماد عبدالرحمن - القاهرة