تؤكد نتيجة أحدث استطلاع للرأي في الكيان الصهيوني الى أي مدى أصبح إرهاب الدولة عقيدة إسرائيلية بامتياز ، سواء على مستوى العصابة اليمينية المتطرفة الحاكمة في تل أبيب،أو على المستوى الشعبي الذي لطالما تشدق البعض بأنه مجتمع يسعى للسلام .
وقد جاءت نتائج هذا الاستطلاع التي تشير إلى أن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون الاغتيالات التي تنفذها الطائرات المقاتلة ضد الفلسطينيين لترسخ ما أسفرت عنه استطلاعات أخرى سابقة من تزايد تأييد المجتمع الإسرائيلي لسياسة العدوان والمذابح التي ترتكب ضد هذا الشعب الأعزل على مدار الساعة، والتي لا تفرق بين مقاوم يملك الحق الطبيعي في مقاومة الاحتلال أو شيخ عجوز أو طفل يحمل أو لا يحمل حجرا أو امرأة تحمل رضيعا بين يديها أو جنينا في أحشائها• وهكذا فإن إرهاب الدولة الذي تمارسه حكومة السفاح الإرهابي شارون أصبح مدعوما بقاعدة شعبية عريضة توارت خلفها رغبا ورهبا تلك القلة المارقة في نظر مجتمعها المحموم بأجواء الحرب وهيستيريا إبادة الأعداء أو على الأقل طردهم عبر تنفيذ مخططات الترانسفير التي يحلم شارون وعصاباته من المستوطنين والإرهابيين بها منذ اغتصاب أرض فلسطين ،ويعتقدون حاليا أن أجواء النظام العالمي الجديد التي جعلت من هذا السفاح رجل سلام تجعل الأرض مهيأة لتنفذ الحلم.
وفي هذا الإطار يأتي رفض اجتهاد نفر من القلة الإسرائيلية التي تملك حلما مغايرا ورؤية مختلفة حاولت تجسيدها فيما أصبح يعرف باتفاق جنيف الذي قوبل بعاصفة من الغضب والاستنكار وصلت إلى حد تخوين المشاركين فيه لمجرد أنه يعطي الفلسطينيين بعض حقوقهم فيما سقط الكثير منها وعلى رأسها حق العودة . آخر ما تشي به نتائج هذا الاستطلاع وغيره من النتائج المماثلة هو أن طريق السلام الذي يحلم به الجميع ما زال طويلا جدا وأنه يتطلب تغييرا شاملا في العقلية الصهيونية التي تحكم إسرائيل حكومات (لا فرق فيها بين العمل والليكود أو الصقور والحمائم المزعومين) وشعبا .. تغييرا يقبل بحقوق الآخر في العيش بحرية وكرامة وأمان عبر استرداد حقوقه المغتصبة وعلى رأسها حقه في دولته المستقلة.