Survival: انهيار ضبط التسلح



حفل العدد الأخير من دورية Survival بمجموعة من التقارير التي تناقش قضايا متنوعة في السياسة الدولية منها رد الفعل الصيني على الهيمنة الأميركية و التدخل الأميركي ومستقبل العراق و النظر بدقة إلى كوريا الشمالية ·
وتحت عنوان صعود وانهيار ضبط التسلح كتب أفيس بوهولن أستاذ العلاقات الدولية في مركز ودرو ويلسون الدولي تقريراً انتقد فيه انسحاب الولايات المتحدة في يونيو عام 2002 من اتفاقية الصواريخ الباليستية المضادة للصواريخ واصفة تلك الخطوة بأنها أنهت مرحلة خاضت واشنطن خلالها جهوداً لمنع انتشار الأسلحة النووية، سيما وأن الولايات المتحدة انهمكت في فترة سابقة بمسألة ضبط التسلح وجعلت منها هدفاً رئيساً في سياستها الخارجية ·
وحول التطورات التي جرت خلال السنوات الأخيرة في حلف شمال الأطلسي وتحت عنوان الناتو وأعضاؤه الجدد كتب تيموثي ايدموندس مقالاً أوضح خلاله أن حلف شمال الأطلسي أثر بشكل كبير على السياسات الدفاعية في الدول العشر التي كانت في وقت سابق ضمن المعسكر الشيوعي سواء تلك التي انضمت إلى الحلف أو التي تلقت دعوة بالانضمام إليه· الكاتب خلص إلى نتيجة مفادها أنه بواسطة الشروط المسبقة التي وضعها الحلف ومن خلال تقديم المساعدة التقنية، شجع الحلف الأعضاء المرشحين للانضمام على تعزيز جاهزيتهم لتطبيق الديمقراطية وأيضا على الاتجاه نحو سيطرة المدنيين على القوات المسلحة والدخول في عملية إصلاح عسكري· وهو ما يعني حسب الكاتب أن الحلف نجح في تمرير أهدافه السياسية خلال عملية الموجة الأولى والثانية من زيادة عدد الأعضاء وهذا النجاح يتجاوز النجاح الذي أحرزه الحلف على صعيد تحقيق الأهداف العسكرية التي ترتكز عليها عملية توسيعه شرقاً· وخصوصاً أن المساهمات العسكرية التي من المتوقع أن يقدمها الأعضاء الجدد في الناتو ستكون محدودة·
وتحت عنوان الصين والولايات المتحدة: هل ثمة مشكلات قادمة؟ أعد آدم وارد محرر الشؤون الاستراتيجية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تقريراً تطرق خلاله إلى العلاقات الصينية-الأميركية مشيراً إلى أنها تبدو متجانسة أكثر من أية توقعات طرحها المحللون بعد وصول بوش الإبن إلى سدة الحكم عام 2001 حيث نظر البلدان وقتها إلى بعضهما بعضا بعين الازدراء والشك والريبة· وفي واقع الأمر ولأسباب موضوعية يراعي البلدان مصالحهما، لكن على رغم ذلك يدرك البلدان أن مصالحهما تستمر في التباعد · الكاتب يرى أن ثمة تحديات تجعل العلاقات القائمة بين البلدين تتحول في عكس الاتجاه الذي تريده بكين وواشنطن·


السياسة الدولية : الاحتلال الأميركي للعراق



اشتمل العدد الأخير من مجلة السياسة الدولية ، على ملف خاص عن تداعيات الاحتلال الأميركي للعراق ، ومن ضمنه تقرير مطول بعنوان العراق الجديد في الاستراتيجية الأميركية للشرق الأوسط · يتحدث كاتبه أحمد إبراهيم محمد عن ذلك الاحتلال بوصفه تطبيقاً لاستراتيجية الأمن القومي الأميركي التي تبنتها إدارة جورج بوش في سبتمبر ،2002 ولا سيما مبدأ الضربات الوقائية ·
ويقول كاتب الدراسة إن جوهر الرؤية الاستراتيجية الأميركية التي وضعتها جماعات اليمين المسيحي، يقوم على اعتبار أن تغيير نظام الحكم في العراق، يمثل مجرد خطوة أولى لإعادة ترتيب الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة أن الوجود العسكري الأميركي في العراق، سيمكن من إعادة ضبط الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة ويمكن من استكمال الهيمنة الأميركية عليها·
وتتناول هدى محمد حرب موضوع الحرب الاستباقية ومشروعية الحرب الأميركية على العراق ، وهي تميل إلى أن تلك الحرب لها مكانتها في القانون الدولي وإن كانت حدودها غير واضحة المعالم ، وتخلص الكاتبة إلى أن نموذج الحرب الأميركية على العراق يمكن أن يمهد السبيل أمام نظام قانون جديد يتجاوب مع المعطيات الراهنة لتوزيع القوى في النظام الدولي·
ويحلل خالد السرجاني بعض الدلالات التي يطرحها بروز مجلس الحكم في العراق، والذي شكلته الولايات المتحدة من دون الاستناد إلى أية معطيات رقمية وقررت فيه أن الشيعة يمثلون ما يزيد على 50 في المئة من السكان· وكما يعكس ذلك التشكيل رغبة الولايات المتحدة في إعادة تشكيل المنطقة، ليس على أساس الدولة-الأمة وإنما على أساس طائفي واثني، فإنه يؤكد العودة إلى ما قبل الحداثة·
ويناقش الدكتور محمد سعيد أبو عامود الرؤية الأميركية حول إعادة بناء الدولة في العراق، ويؤكد أن ذلك يمثل أمراً مهماً بالنسبة للولايات المتحدة، لأنه يرتبط باستراتيجيتها في المنطقة ، وهي تسعى إلى إعادة تشكيل النظم السياسية والثقافية والاجتماعية في المنطقة العربية، بما يتلاءم مع مصالحها الاستراتيجية·
أما خليل العناني، فيرى أن جهود الولايات المتحدة في تشكيل مجلس الحكم الانتقالي والانشغ