اجتماع الدول المانحة للعراق ومطالبة داخلية بالتحقيق في ملابسات مصرع الأميرة ديانا

هاتان هما أبرز قضيتين تصدرتا اهتمام الصحف البريطانية خلال الأسبوع الحالي، وإلى جانبهما قضايا أخرى مثل القلق بشأن خفض الميزانية الدفاعية لكافة وحدات الجيش البريطاني وغيرها مما نعرض له أدناه·

الأمم المتحدة والعراق


تحت هذا العنوان نشرت صحيفة إيكونوميست افتتاحية جاء فيها إن مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرارا نص على إنشاء قوة متعددة الجنسيات لحفظ الأمن والنظام في العراق، إلا أن مجلس الشيوخ الأميركي لا يزال على تردده بشأن المصادقة النهائية على تلك المليارات من الدولارات التي تحتاجها عملية إعادة بناء العراق· وقالت الصحيفة إن أمل الولايات المتحدة وراء إصدار ذلك القرار الدولي هو تشجيع بقية دول العالم وحثها على تقديم المساعدات العسكرية والمالية لجهود إعمار العراق التي لا تزال تتحمل هي القسط الأكبر منها· إلى ذلك مضت الصحيفة للتعليق على اجتماع الدول المانحة للعراق المقرر عقده في العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الخميس وغدا الجمعة 23-24 من شهر أكتوبر الجاري· ولكن الصحيفة أولت اهتماما خاصا في مقالها لتردد كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ الأميركيين في التصديق على مبلغ الـ 87 مليار دولار كتمويل إضافي لعمليات إعادة بناء العراق· وذكرت الصحيفة أن بعض النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تساءلوا عن حجم الإنفاق الإضافي المفترض اقتطاعه من الميزانية الأميركية لإعادة إعمار ثاني دولة منتجة للنفط عالميا· وكان مجلس الشيوخ قد صادق في وقت سابق على أن يكون نصف المبلغ المطلوب مديونية على العراق، وليس منحة أميركية·


عودة الفوبيا العربية


هذا هو الموضوع الذي كتب عنه نيل كلارك في صحيفة الجارديان قائلا إن الولايات المتحدة الأميركية وحليفتها بريطانيا قد رفضتا الاعتراف بوجود مقاومة عراقية، من باب إلقاء اللوم على عامل خارجي ما، حتى غدا واضحا الآن أن أعدادا لا يستهان بها من العراقيين ترفض الاحتلال الأميركي لبلادها وتقاومه بعيدا عن أي تأثير لصدام حسين· إلى ذلك ذكرالكاتب إن لـ الفوبيا العربية -الخوف المرضي من العرب- جذورها الضاربة في تراب الحضارة الغربية، وأن أسامة بن لادن وصدام حسين لم يكونا في الواقع سوى آخر من ظهر فيها من بعبع يخافه الغربيون دائما في كل ما له صلة بالعرب منذ أيام الحملة الصليبية· وأورد المقال تعليقا نشرته صحيفة ميرور البريطانية قال فيه ضابط بريطاني في العراق: لقد قرأت ما كتبه تي·إي· لورانس قبل وصولي إلى هنا· فمنذ قرن مضى عرف لورانس أن عدم الأمانة هي خصلة وطيدة في العرب جبلوا عليها، أما اليوم فهم يفعلون الشيء نفسه، لأنهم لا يظهرون مشاعر حب أبدا، ولا يمدون لك يد المساعدة مطلقا متى أمكنهم ذلك· ومضى المقال إلى تشبيه الدعاوى والحجج التي يستند عليها المحافظون الجدد في إدارة بوش في تبريرهم لضرورة التدخل العسكري في العراق واستمرار الاحتلال -على فرضية أن العرب غير قادرين على أخذ زمام أمورهم بأنفسهم- بتلك النظريات التي كان قد استند عليها المستعمرون الإنجليز في القارة الإفريقية قبل أكثر من قرن مضى· واستعرض المقال عددا من آراء شخصيات بريطانية وأميركية ترسم صورة سلبية عن العرب·


واشنطن و بيونج يانج


على الصعيد الدولي نشرت صحيفة الأندبندنت تحليلا لتلميحات الولايات المتحدة في يوم الأحد الماضي التاسع والعشرين لإمكان التوصل لاتفاق مع قادة بيونج يانج في محاولة من واشنطن لتسريع إجراء جولة مفاوضات جديدة مشتركة بين الجانبين، تستهدف إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برامجها النووية السرية التي تعكف على تطويرها· ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأميركي جورج بوش نفيه أن يكون في أفق المحادثات التوصل لاتفاق مشترك بين الطرفين يعطى كوريا الشمالية ذلك الضمان الذي تحلم به بأن تتوصل مع واشنطن لإبرام معاهدة أو اتفاق يقضي بتعهدهما بعدم المبادرة بالهجوم أو الاعتداء على الطرف الآخر· وقالت الصحيفة على لسان بوش إنه من الوارد على رغم ذلك أن نتصدى للهواجس الأمنية لبيونج يانج · جاء ذلك في معرض حديث لجورج بوش عقب اجتماع مشترك له مع نظيره الصيني الرئيس هو جيناتو قبيل انعقاد قمة أبيك للدول الواقعة على سواحل المحيط الهادئ الذي انعقد في بانكوك·


خفض ميزانيات الدفاع


وهذا خبر داخلي بريطاني اختصت بتناوله والتعليق عليه أكثر من غيرها صحيفة أوبزرفر في افتتاحيتها التي كرستها لموجة الغضب في أوساط القادة العسكريين البريطانيين على المطالبة بخفض حوالى المليار جنيه إسترليني من الميزانية الدفاعية لكل واحدة من الوحدات الدفاعية الاثنتي عشرة خلال العقد المقبل، كجزء من خطوات أوسع تستهدف إعادة هيكلة الدفاع البريطاني· وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين عسكريين إن هذا الإجراء سيلقي بظلاله على كافة أنواع العتاد الحربي· وضمن التأثيرات التي سيشملها هذا الخفض برامج التدريب الحربي، ع