حين يتحدث رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، عن اليهود وهو يصف واقعاً حقيقياً كما هو، تقوم الدنيا ولا تقعد،فيكلف الرئيس الأميركي نفسه شخصياً بالرد، وكذلك رئيس الوزراء الأسترالي ورئيس الوزراء الإيطالي··· وغيرهم من كبار القادة والساسة في الغرب· ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يصل إلى اتهام مهاتير محمد باللاسامية ومعاداة اليهود، وتوجيه اتهامات أخرى ضمنية إلى الإسلام بأنه يحمل نظرة عنصرية واستعلائية حيال الآخر·
لكن الغريب في الأمر أن تلك الاحتجاجات وقعت في مغالطة شديدة عندما أرادت أن تؤكد على دوافعها المتعلقة بالتسامح الديني واحترام الأديان كافة، بينما في الوقت ذاته هي تملق زائد تجاه اليهود وعداء يفضح نفسه ضد الإسلام والمسلمين· فالرئيس بوش الذي يقود حملة صليبية حسب تعبيره هو شخصياً، كانما لم يكن رئيساً ولا مواطناً عادياً حينما وجهت الإهانات تلو الإهانات إلى الإسلام من طرف صحافة ومسؤولين رسميين في الولايات المتحدة· وليس آخر فصل في ذلك المسلسل المقيت ما جاء على لسان الجنرال ويليام بوكين نائب وزير الدفاع الأميركي من إساءة علنية وحقيرة وحاقدة ضد الإسلام· أما إسرائيل حليفة أستراليا والولايات المتحدة وإيطاليا، فهي التي اعتادت أن تصف العرب والمسلمين وتشبههم بالثعابين والحيات والعقارب، دون أن يرف جفن لهوارد وبوش وبيرلسكوني الذين ذرفوا الدموع بسبب كلمات مهذبة وغاية في الواقعية، قالها مهاتير محمد··· فالأمم إذاً حسب ذلك المنطق، منها ما هو عسل ، ومنها ما هو بصل ، فليحذرن أحد أن أن يقشرنا!
عثمان حيدر - السعودية