زيارة بوش لآسيا، والهجوم على (محاضر) ، ومغزى هجوم (غزة)


 حفلت الصحف الأميركية بموضوعات عديدة من بينها زيارة (بوش) لآسيا، والملاحظات اللاذعة التي وجهها محاضر في خطابه في مؤتمر القمة الإسلامي، والمعاني الخطيرة التي ينطوي عليها الهجوم على القافلة الأميركية في غزة وغير ذلك .     


 خيبة أمل متوقعة


أشارت (واشنطن بوست) في افتتاحية لها إلى أن الدول الآسيوية التي سيقوم (بوش) بزيارتها خلال جولته في القارة، سوف تشعر بخيبة أمل لأنها كانت تتوقع أن تؤدي الزيارة إلى إعادة تنشيط العلاقة مع أميركا على المستوي الاقتصادي، ولكنها ستجد أن بوش سوف يتحدث معها في موضوعين أساسيين هما الإرهاب ،وطلب المساعدة من الدول الآسيوية في صورة قيامها بإرسال قوات إلى العراق، أو تقديمها لأموال للإنفاق على إعادة الإعمار هناك. وتقول الصحيفة إن خلو أجندة الرئيس بوش من أي بند آخر غير البندين السابقين، يعتبر تجسيدا مؤسفا لخواء سياسته الخارجية على رغم انقضاء عامين على وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأن أجندة الزيارة كانت يجب أن تحتوي على المزيد من الموضوعات التي تعالج مشكلات آسيا، ليس أقلها في هذا الصدد موضوع مناقشة الهموم الأمنية للقارة وعلى رأسها ملف كوريا الشمالية.


 لطمة (محاضر) الأخيرة


تناولت (شيكاغو تريبيون) في افتتاحيتها الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس الماليزي (محاضر محمد) أمام مؤتمر قمة دول منظمة المؤتمر الإسلامي، والذي قال  فيه: (إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة، و ينبغي على المسلمين في العالم الذين يبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة أن يتحدوا ليحققوا النصر النهائي في معركتهم الممتدة معهم... وأن الأوروبيين قد قتلوا ستة ملايين يهودي من أصل عددهم الإجمالي في العالم البالغ 12 مليونا···)· وقالت الصحيفة إن المسلمين في الولايات المتحدة ، قد تعرضوا لموجة من الكراهية عقب أحداث سبتمبر، وكانوا يشتكون من وسائل الإعلام الغربية التي اعتبرتهم كتلة واحدة يجب التصدي لها.. ولكنهم يقومون الآن ممثلين في شخص (محاضر محمد) بالشيء نفسه الذي كانوا يشتكون منه ويقومون بإصدار أحكام نمطية مشحونة بالكراهية ضد أعدائهم. وقالت الصحيفة إنه بدلا من أن يتلقى (محاضر) اللوم من الحاضرين من ملوك وأمراء ورؤساء على تلك الملاحظات التي يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل سلبية في الغرب منها، فإنه تلقى منهم بدلا من ذلك تصفيقا حادا. وأن ما قاله المسؤولون الماليزيون بعد ذلك من أن ملاحظات (محاضر) قد أسيء فهما لن يخفف أبدا من وقعها.


 تحول دراماتيكي


يقول (هنري تشو) في تقريره الوارد في (لوس أنجلوس تايمز) تعقيبا على الغارة التي استهدفت قافلة سيارات أميركية في غزة، وأدت إلى قتل ثلاثة من ضباط الأمن الأميركيين.. إنه لا زال من المبكر للغاية التنبؤ بالجهة التي تقف وراء الهجوم، بيد أن وقوع الهجوم في حد ذاته يكشف عن أن المنظمات الفلسطينية المسلحة في غزة أصبحت تعتبر الأميركيين أهدافا مشروعة. وقد أدى إدراك الولايات المتحدة لهذه الحقيقة إلى قيامها بتعليق زيارات مسؤوليها لغزة إلى أجل غير محدد، ومراجعة الإجراءات الأمنية المتبعة في مثل تلك الزيارات.وتأتي خطورة الهجوم على القافلة الأميركية كما يقول كاتب التقرير من أنه أول هجوم من نوعه يشنه الفلسطينيون على هدف أميركي منذ اندلاع الانتفاضة الحالية، وإلى كونه يمثل أيضا تحولا دراماتيكيا في تكتيكات الجماعات المسلحة التي اقتصرت هجماتها حتى الآن على الإسرائيليين فقط، وهو ما جعل الإدارة الأميركية تقوم بإرسال مجموعة من ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف. بي. آي) للتحقيق في هذا الحادث الخطير.


 بوش والكونجرس