من عجز المؤتمر الإسلامي إلى البحث عن "منقذ" لإسرائيل



في مجلات وصحافة باريس هذا الأسبوع حضرت بقوة تصريحات مهاتير محمد في القمة الإسلامية، وقضية الشرق الأوسط، والحملة "الخفية" التي بدأتها إدارة بوش لتسويق استمرار مشروعها في العراق.



كلام مُودّع


 
"دول منظمة المؤتمر الإسلامي تسقط ظلال ضعفها وانقسامها على العراق"، تحت هذا العنوان كتب جان-كلود بومونتي في صحيفة "لوموند" مقالاً عن الأجواء السائدة في القمة الإسلامية، مركزاً بشكل خاص على الشعور الطاغي الآن لدى الدول الإسلامية "بالإحباط، والعجز وهي ترى بعض دولها محتلة وأخرى تحت رحمة الحصار، والمقاطعة من كل نوع، والبعض الآخر مهدداً بكل بساطة بالعدوان عليه، بذريعة دعمه للإرهاب"• ويتوقف الكاتب أمام المواقف المترددة في موضوعي العراق وفلسطين، والبيانات الضعيفة التي صدرت حيال الأزمتين بلغة عامة بشكل يجعلها لا تعني شيئاً محدداً على وجه الإطلاق.

ويتوقف بومونتي في مقاله بشكل خاص أمام التفاعلات التي ترددت بعد خطاب رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الذي قال: "إن الأوروبيين قتلوا ستة ملايين من الاثني عشر مليون يهودي• ولكن اليهود الآن يحكمون العالم بالوكالة"• وهي تصريحات ردت عليها واشنطن وبروكسل بحدة تعكس مدى استفزاز الطرح للأوروبيين والبيت الأبيض• ويشير الكاتب إلى أن مهاتير في حديثه القوي كان بمثابة مودع لم يعد يعول على الدبلوماسية كثيراً، والكلام هنا يبدو وكأنه وصيته السياسية الأخيرة، بحكم كونه سيتقاعد يوم 31 أكتوبر الجاري بعد 22 عاماً من الحكم.



"معيق السلام"



في مجلة "الأكسبريس" جاءت افتتاحية دنيس جمبار قاسية عن ياسر عرفات باعتباره "معيقاً للسلام"، مؤكداً أن الزعيم الفلسطيني يمكن أن يحتفل في فبراير 2004 بمرور 35 سنة على قيادته لمنظمة التحرير• ولكن الرجل مع ذلك ما زال ممسكاً بمقاليد كل شيء، ومحاولات "قريع" الحالية - يقول الكاتب- مهما كان مقرباً ووفياً لعرفات، لن تفضي أبداً إلى تخلي الأخير عن السيطرة على أي من القوات والسلطات لصالحه• فعرفات -يقول الكاتب- لا يؤمن إلا بالقوة والحيلة، ويعلم أن الشارع العربي يحميه، وسيشتعل إذا أبعد أو قتل• وهذا ما يجعله يتفانى في إظهار نفسه بمظهر الضحية التي يستهدفها الصهاينة• ويساعده على ذلك العرض اليومي حول مبنى المقاطعة، من مبان مدمرة، وجنود إسرائيليين يتسكعون حواليه ودبابات تجوس خارج مقره.

أما فرانسواز جيرمن-روبن فقد كتبت في صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية، تحت عنوان "إسرائيل والولايات المتحدة: تواطؤ يزرع الكراهية"، مؤكدة أن الهجوم الأخير على قافلة أميركية في غزة لم يكن الأول من نوعه في الواقع، فقد هوجمت قافلة أميركية أخرى في المكان نفسه تقريباً قبل 3 أشهر لكنها نجت في آخر لحظة، كما أن هذا الهجوم ما كان ينبغي أن يكون مفاجئاً للأميركيين إلى هذه الدرجة، ما دامت السياسة الأميركية تزرع الحقد في صفوف الفلسطينيين، بعد أن منح الرئيس بوش شارون صكاً أبيض، وربط حربه على الإرهاب، بغزوات شارون الاحتلالية• وتذهب الكاتبة إلى أن القتلى الأميركيين الثلاثة ليسوا أيضاً هم أول من قتل من الأميركيين في غزة، فقد قتلت راشيل كوري في أبريل الماضي، وهي ناشطة سلام أميركية دهسها بلدوزر للجيش الإسرائيلي عمداً، ولم يكلف ساكن البيت الأبيض نفسه عناء التنديد، ولم يحرك لمعاقبة قاتليها ساكناً حتى الآن.



رائحة "المؤامرة"



فيكتور سيجيلمان مراسل مجلة "لونوفل أوبسرفاتور" في القدس كتب مؤكداً أن ثلاث سنوات من الانتفاضة على وقع العمليات المهلكة، والتراجع الاقتصادي، جعلت الإسرائيليين "ناضجين" الآن لاستقبال "منقذ" جديد، ذلك أن الإسرائيليين تخلوا عن اليسار "بعدما تأكدوا من عدم وجود شريك سلام فلسطيني جدي"، ووقعوا لشارون ووعوده بالأمن على صك أبيض، لكن بعد كل هذا الخراب الأمني والاقتصادي -يقول الكاتب- دقت ساعة البحث عن المخلص من شارون نفسه• ومن هنا جاءت مبادرة جنيف الأخيرة بين رموز من اليسار الإسرائيلي والفلسطينيين• فاليسار الآن يريد انتهاز الفرصة بأن 36% في المئة فقط من الإسرائيليين يؤيدون شارون، في حين أن 56% يدينون أداء حكومته، ولهذا يمكن ن أن نفهم كل هذه الحدة التي استقبل بها شارون مبادرة جنيف، فقد وصفها بكل العبارات الواقعة بين "التفاوض مع العدو" و"الخيانة والتآمر لإسقاط النظام الديمقراطي المنتخب بمساعدة الفلسطينيين".



الأمم المتحدة "القديمة"



"لوفيغارو" قالت إنه بعد "أوروبا القديمة " مفهوم -مأثرة رامسفيلد، يبدو أن الرئيس بوش قرر استدعاء قاموس وزيره الأثير، فقد صرح