كتب الكاتب الفرنسي دومينيك موازي في صفحات وجهات نظر مقالاً يوم 16/9/2003 بعنوان على أميركا أن تستمع إلى ما تقوله فرنسا الآن · وقد حثّ الكاتب بلاده أن تأخذ بيد أميركا الممدودة وألا تخذلها، خصوصاً بعد أن أقرّ الرئيس بوش أن الولايات المتحدة لا تستطيع مواصلة طريقها في العراق حتى النهاية دون مساعدة الآخرين ·
وهي دعوة صريحة للأصدقاء بأن يهبوا للمساعدة خصوصاً بعد تدهور الوضع الأمني وحوادث القتل ضد الجنود الأميركيين والشرطة العراقية التي تحمي أمنهم مما يؤجج ردود فعل العراقيين· ولا شك أن أي مراقب يلاحظ تدهور الأمور على الأرض، وأن أميركا أصبحت معرضة لخطر الهزيمة، وأنها إذا فشلت في العراق فسوف يكون حلفاؤها جميعاً من الخاسرين·
ويحث الكاتب الفرنسيين على ضرورة إسداء النصح وأن تستفيد الولايات المتحدة من تجربة كل من بريطانيا وفرنسا وخصوصاً تجربة الأخيرة في الجزائر· ويوضح ما قاله الكاتب الفرنسي تجربة طويلة في التاريخ مفادها أن احتلال المدن الكبيرة لمدة طويلة مآله الفشل· كما أنه في الوقت نفسه ينصح أميركا بأن تستمع جيداً لأصدقائها خصوصاً بعد ابدائها الاستعداد لإشراك الأمم المتحدة ومجلس الأمن·
صحيح أن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية عارضت غزو العراق ولكنها لا تتحمل رؤية حليف قديم وصديق وهو يغرق في أحداث لا مخرج منها إلا بتحويل شؤون العراق للعراقيين بصورة كاملة وتدريجية تحت مظلة الأمم المتحدة· وهذا لا يعني أن تعطي فرنسا الضوء الأخضر لأميركا لتنفرد بالمسؤوليات كلها دون إشراك الآخرين، خصوصاً بعد تصريح الرئيس بوش ومناشدته المساعدة من الآخرين لإرساء دعائم السلام والأمن في العراق والمشاركة الفاعلة لإعادة إعماره· فالعراق يحتاج إلى الكثير إعماراً واقتصاداً وأمناً ودستوراً وحكومة، لاستعادة السيادة وتطبيق العدالة والقانون.
منصف أبوبكر ــ أبوظبي