صديق صدوق استغل ما اخترعه جراهام بيل ليمطرني بسيل من الأسئلة حول مجريات الأحداث في احتفالية جائزة الصحافة العربية، معتقداً وبحكم كوني عضواً في مجلس تحكيم جائزة الأعمال التلفزيونية المنحلة، أنني على اطلاع أو علم بما يجري· وأكدت لصاحبي الغاضب جداً أن معايير التقييم واختيار الفائزين في الدورة الأولى كانت تخضع لقيم ترتبط أساساً بالحرفية والمهنية والجودة على الرغم من كل الاختلافات التي كانت تضج بها الصدور قبل القاعة رغم الرفض والقبول لبعض القرارات·
الأخ الفاضل وآخرون أبدوا الكثير من الاستياء على نتائج هذه التظاهرة الإعلامية الثقافية والحدث الإعلامي الأبرز عربياً بأهدافه الرامية لتجسير العلاقة بين الفكر الإعلامي العربي وبين ذهنية المتلقي الغربي، في حوارات اتسمت بالكثير من الجدلية لإيصال الصوت الغربي من خلال الإعلاميين الغربيين لجمهور تشوهت لديه صورتنا وغدا ينظر إلينا بالكثير من الريبة والشك والتشكيك نتيجة لضعف مكونات خطابنا الإعلامي واعتماده على التهويل ومسح الجوخ وتقديمنا للمتلقي باعتبارنا رعاة الإرهاب، وأن هدفنا في الحياة هو إقصاء الآخر وهدم الديانات وتخريب الثقافات· لقد ساهم نادي دبي للصحافة ومن خلال اطلاق فعاليات المنتدى الإعلامي في ترسيخ هذا التواصل وهو توجه حميد لا يجاريه فيه أحد ولكن!
تكمن العلة أساساً في هذه اللاكن، التي أطلقت عقال الانتقادات والتساؤلات والتي كانت من بينها المحاولات المستمرة لإقصاء وإبعاد العنصر المواطن عن المنصة والفعل الإعلامي، قال الأخ المتصل: لا أدري حقيقة ما كنه هذا التوجه وما هي الأهداف التي تكمن وراء طمس كل فعل إعلامي مواطن وإشعار القاصي والداني بعقم أرض الإمارات عن إنجاب إعلاميين يشار إليهم بالبنان في المحافل والمؤتمرات والتجمعات العربية والدولية، ولهم بصمات واضحة وجلية على الفعل الإعلامي المحلي من خلال الأعمدة اليومية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، ولهم بصمات على صناعة الإعلام ابتكاراً وتجديداً وإبداعاً، وهم بدون شك لا يقلون في العطاء عن الآخرين الذين يطبل لهم صباح مساء لتحقيق حضور على المسرح الإعلامي العربي·
لا شك لحظة أن بعض هؤلاء يمتلكون القرار الإعلامي في وسائل إعلام خليجية وعربية ولهم سطوة بأقلامهم وبرامجهم وعلاقاتهم الخاصة، ولكن كل هذه السطوة لا تمنحهم حق إقصائنا وتهميشنا كإعلاميين·
قلت لصاحبي ومن تجربة إعلامية امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً إن معظم الأقلام الفتية والأصوات الإذاعية والوجوه السمر التلفزيونية المواطنة التي دخلت بلاط صاحبة الجلالة أثبتت وبالتجربة العملية أنها قادرة على تحمل الأمانة وتشرب قيم المهنة وممارسة الخلق والابداع المهني على الورق والميكرفون والكاميرا، وأن جل جيل الشباب الإعلامي المتميز هم من أبنائي من خريجي قسم الإعلام في جامعة الإمارات ومن أبنائي حملة الرسالة الإعلامية الذين تشربوا هموم المهنة وعلمها على يد أساتذة إعلام من أبناء الإمارات لم تصلهم الدعوات للحضور تأكيداً لمقولة أهلنا في البحرين عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب لأن المسافة بين دبي ومدينة العين أبعد كثيراً من المسافة بين أروقة بعض المؤسسات الثقافية والفنية، وبيروت والقاهرة ولندن مثلاً· وهو اعتراف بعدم أهلية أساتذة أعلام، تم تجاهلهم على الرغم من أن الدعوات لهذه التظاهرة تم توجيهها وفق معايير لا يمكن تفسيرها أو تبريرها·
في سياق الحديث أستطيع أن أؤكد للقارئ العزيز أن عدداً كبيراً من الذين أصبحنا نطلق عليهم لقب إعلاميين وصحفيين كانت مؤسسات الإعلام في الإمارات المكان الذي وضعوا فيه خطواتهم الأولى نحو عوالم الشهرة والمجد والقبض!! ومن هذه المؤسسات انطلقوا ومنها حاربوا كل عنصر مواطن وأخرجوه إما عنوة أو قهراً وكمداً ليجثموا على صدر الصحيفة والتلفزيون والإذاعة، ويحولوا هذه المؤسسات إلى أبواق خاصة بهم وبسياسات دولهم· وعندما حانت لحظة خروجهم حملوا (الشنتة) الشنطة، بما رحبت وراجعوا حساباتهم السرية في تكساس، وتورنتو، ولندن وأطلقوا من شققهم وفللهم التي اشتروها بأموال الإمارات وأرض الإمارات سيل سبابهم بأقذع اتهاماتهم لإنسان الإمارات ووصمه بالجهل والتخلف، بينما ترسل لهم الدعوات البريدية والرقمية من عدد كبير من المؤسسات والجامعات والنوادي الرياضية والثقافية والجمعيات النسائية مذيلة بعبارة إنه لشرف عظيم أن نستضيفكم في بلدنا لإثراء المناقشات حيث تم اعتمادكم محاوراً رئيسياً وتم اعتماد مبلغ خمسة آلاف دولار كمكافأة، وفي حال الموافقة سنرسل لكم بطاقة الطائرة على الدرجة الأولى مع حجز جناح في فندق···· لإقامتكم· للاعتذار أو الاستفسار يرجى الاتصال ···
قال متصل حانق آخر: استحلفكم بالله كم مواطناً إماراتياً وجهت له دعوة مماثلة أو حتى أقل من هذه، وكم مواطناً إعلامياً ومثقفاً وأديباً وجد له موقعاً على المنصة أو بين الحضور، مع أن أغلب من توجه لهم الدعوات لا يمكن أن تخطئهم الذاكرة، فبعضهم كان صبياً في بوتيك أو سائقاً لبراد نقل الخ