الجمود والترهل اللذان أصابا منظمات العمل العربي والاسلامي المشترك ، وأقعداها عن الحركة والتطور ، وحولاها الى منتديات للخطابة ، ومسارح للتهريج السياسي ، وساحات للخلاف والشقاق ، جعل الرأي العام ينصرف عن متابعة أنشطتها ، ومعرفة أخبارها ، حتى لا يضاعف من حالة الاحباط واليأس التي يعاني منها ، جراء ضياع الآمال التي كان يعقدها عليها ، عندما بارك انشاءها وعمل على دعمها والدفاع عنها ، باعتبارها كيانات جامعة للامتين العربية والاسلامية ، تعزز من الروابط وتقوي من الصلات ، وتفتح آفاقا جديدة للتعاون والتنسيق في مختلف المجالات.
وبالرغم من ادراك واحساس القائمين على أمر هذه المنظمات بمظاهر وآثار البلى والقدم على هياكلها ، وآليات ووسائل عملها ، واعترافهم بعجزها عن تلبية طموحات الانسان العربي والمسلم ، الا انهم لم يحركوا ساكنا من أجل ترميم وتجديد هذه الصروح ، واكتفوا بترديد وتكرار التصريحات والبيانات البلاغية والانشائية عن الحاجة الى اصلاحها ، من دون الاقدام على خطوات عملية لترجمة تلك الاقوال الى أفعال ·
ما رشح حتى الآن من منتجع بوتراجايا في الارخبيل الماليزي ، حيث تنعقد القمة الاسلامية غدا الخميس ، لا يوحي بان القمة يمكن أن تخرج بنتائج يمكن ان تفعل من وجود منظمة المؤتمر الاسلامي على الساحة الدولية ، وتغير من وضعها الحالي كمنبر للخطب الطويلة التي تجلب الملل والتثاؤب ، ومسرح للجدل المترف في قضايا يعترف أعضاء المنظمة انها محسومة من قبل أطراف ليست أعضاء فيها ، لكنها تملك النفوذ والقوة اللتين تجعلانها دائما حاضرة في أروقة هذا التجمع الاسلامي الكبير الجامع للمسلمين من مشارق الارض ومغاربها .
ان الهجمة الشرسة والتحديات الكبيرة التي يتعرض لها العالمان العربي والاسلامي حاليا ، والتي تكاد ترسخ صورة شوهاء عن كل من ينتمي الى الارض العربية والاسلامية ، وتفرض واقعا كاذبا عليها ، ينبغي ان توقظ منظمات العمل المشترك من سباتها الطويل ، وتطلق خطاها لتسرع وتشرع في العودة بقوة وبهمة ونشاط الى ساحة الفعل الدولى الذي سجلت فيه غيابا تاما في السنوات الماضية التي تميزت بمتغيرات وتقلبات أصابت العالمين العربي والاسلامي في الصميم .