استفرد أرئيل شارون بالشعب الفلسطيني في ظل غياب الفعل السياسي الذي يوقف هذا الارهابي عند حدوده والتشظي الفلسطيني ''فجانب حردان وآخر معتكف ينتظر ترضيه من الآخرين ''والوزارة الجديدة ما زالت تتعثر وتتردد في مباشرة اعمالها بينما يسود صمت دولي مطبق حول الأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي تحولت إلى متفرج يراقب فقط موجات الإرهاب الإسرائيلي ضد شعب أعزل كل ذنبه انه يسعى إلى نيل الحرية وبناء دولته المستقلة • الدم الفلسطيني يسيل وجرافات الاحتلال الإسرائيلي تدمر المنازل وتقتلع الأشجار وتشرد مئات الأسر، في مدينة رفح المنكوبة وحدها وفي غضون 48 ساعة بفعل الجرافات والدبابات الإسرائيلية تشرد أكثر من 1500 شخص يعيشون اليوم في الألفية الثالثة نكبة جديدة ،وتحت ذرائع إسرائيلية كاذبة وواهية تحول هؤلاء الفلسطينيون إلى نازحين بل لاجئين جدد في وطنهم وذلك للأسف على مرأى ومسمع من''العالم الحر'' الذي لم يحرك ساكنا بل لم يصدر بيانا سياسيا يدين فيه هذه الأعمال الإرهابية التي تمارسها إسرائيل.
هذه الأجواء فتحت شهية شارون الإجرامية ومهدت له الطريق لتحقيق أحلامه التوسعية في الأراضي الفلسطينية وبناء جدار الفصل العنصري وفرض إرادته والعربدة في المنطقة وبدأ يلوح بشن حرب ضد أي دولة مجاورة في الزمن والوقت الذي يراه مناسبا لحماية أمن إسرائيل ووقايتها•! منطق شارون العدواني لن يحقق لإسرائيل السلام بل سيجلب عليها المزيد من الويلات وسيضع المنطقة على فوهة بركان وحروب استنزاف لا تخدم الجهود الهادفة إلى تعزيز السلام في الشرق الأوسط بل وتضرب المصالح الاميركية في المنطقة التي تقول إدارتها أنها تسعى إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في غضون عام.
شارون مع المعطيات الدولية الجديدة والموقف الاميركي رفع سقف طموحاته في المنطقة ويدفع باتجاه التصعيد سواء في فلسطين أو ضد سوريا ولبنان متناسيا أن منطق القوة الذي يريد أن يفرض فيه الحلول الإسرائيلية على المنطقة فشل أولا في فلسطين بعد مرور ثلاث سنوات على الانتفاضة وفشل أيضا مع المقاومة اللبنانية وخرجت إسرائيل من الجنوب تحت جنح الظلام تجر أذيال الخيبة وفشل أيضا في الاجتياح الكبير للبنان في العام 1982 ، استحقاق السلام الذي يهرب منه شارون تارة باحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية وقتل الأبرياء وأخرى بتهديد سوريا ولبنان لن يحقق لإسرائيل الأمن والطمأنينة وعليها أن تواجه الواقع على الأرض، فالشعب الفلسطيني لن يترك أرضه ويهاجر من جديد ومن حق ســوريا ولبــنان الدفاع عن نفسيهما في حال التعرض لعدوان.