لم يجانب الرئيس الأميركي جورج بوش الصواب حينما رفض دعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الاسبوع الماضي، لنقل السلطة إلى العراقيين. كما أصاب أيضا وزير الخارجية الأميركي كولن باول عندما رفض دعوة بعض أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي للإسراع في منح مجلسهم المؤقت السلطة والسيادة كاملتين· فالسلطة لا تنتقل من الاحتلال في البلد المحتل، في حالة كالعراق، إلا إلى حكومة دستورية منتخبة· لأن سيادة العراق وسلطته الشرعية لايمكن تحقيقهما إلا بخطوتين مهمتين وأساسيتين هما:
أولا، أن تكون في العراق حكومة دستورية شرعية منتخبة من قبل الشعب العراقي، وهذا يتطلب الإسراع في تدوين الدستور والتصويت عليه..
وثانيا، أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا يعلن فيه انتهاء الاحتلال الأميركي-البريطاني للعراق، بعد أن كان أعطى شرعية لهذا الاحتلال من خلال قرار سابق بهذا الشأن.
أما مجلس الحكم الانتقالي العراقي، كما يعرف أعضاؤه قبل غيرهم، فإن شرعيته من شرعية الاحتلال، ومن ثم فهو لا يمتلك أية شرعية ذاتية تؤهله لتسلم السلطة والسيادة من المحتل، فلا العراقيون انتخبوا أعضاءه أو حتى استشيروا بتسميتهم، ولا مادة دستورية واحدة خولتهم أية مسؤولية جماعية.
نــزار حــيدر - واشنطن