فوز (شوارزنيجر)، وخسارة أفغانستان، وما كان يجب أن يقوله (بوش) لـ(شارون):

أسهبت الصحف الأميركية بكافة توجهاتها في التعليق على فوز (شوارزنيجر)، وأعاد بعضها مناقشة موضوع فضحية تسريب اسم عميلة الـ(سي. آي. أيه)، وتطرق البعض الآخر إلى طائفة من الموضوعات نورد لمحة موجزة عنها في هذه المساحة.

النجم الهوليوودي والسياسة:

كتب (كريس جايثر) في (بوسطون جلوب) معلقا على فوز بطل أفلام الأكشن (أرنولد شوارزنيجر) بمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا بالقول إنه لم يسبق لحاكم في تاريخ الولاية أن واجه مثل هذا الكم الهائل من المشكلات المتراكمة كالتي سيواجهها النجم الهوليودي، والتي تتمثل في العجز الرهيب في الميزانية والذي بلغ 38 مليار دولار، وكذلك هروب رؤوس الأموال، وانفجار فقاعة الصناعات الإليكترونية المتطورة في وادي (السليكون) . ويقول بعض المحللين الاقتصاديين إنه سيكون من الصعب على بطل أفلام (تيرمينتور) ( المدمر) تدمير المعوقات التي ستعترض طريقه.. بيد أن محللين آخرين لمحوا إلى أنه يمكن أن يقوم بدور إيجابي من خلال استخدام شعبيته الطاغية في إصلاح العلاقات المتوترة بين رجال الأعمال في الولاية ورجال القضاء والمشرعين المنتمين في غالبيتهم إلى الحزب الديمقراطي، وإقناع الأخيرين بسن المزيد من التشريعات والقوانين التي تساعد الشركات والمؤسسات على البقاء في الولاية، وتجتذب رؤوس أموال جديدة، أو تعيد تلك التي هربت منها .

خسارة (أفغانستان):

تقول (كريستيان ساينس مونيتور) في افتتاحيتها إنه في الوقت الذي يركز فيه الجميع أبصارهم على العراق، فإن إدارة (بوش) أصبحت على قناعة بأن مهمة إعادة إعمار دولة أفغانستان المدمرة اصعب مما كانت تتصور بكثير. والصحيفة تحذر الإدارة بأن ذلك لا يجب أن يكون سببا كي تقوم بنفض يدها من أفغانستان لأن ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لعودة نظام (طالبان)، وسيؤدي لاستعادة تنظيم (القاعدة) لمراكزه وقواعده في ذلك البلد، وسيجعل من مهمة باكستان في السيطرة والضرب على أيدي المتطرفين في أراضيها أكثر صعوبة. وتشير الصحيفة إلى أن الاقتتال الداخلي المحتدم في صفوف الإدارة كان سببا من الأسباب التي أعاقت جهود إعادة الإعمار في أفغانستان، ودفعت الرئيس إلى تكوين ما يعرف بمجموعة إحلال الاستقرار في العراق تحت إشراف مستشارته للأمن القومي (كوندوليزا رايس)، والتي ستتولى متابعة جهود إعادة الإعمار في أفغانستان أيضا.


أسرار الفضيحة:


كان هذا هو عنوان المقال الذي كتبه (نيكولاس كريستوف) في (نيويورك تايمز) والذي قال فيه إن الملابسات التي أحاطت بتسريب اسم العملية (فاليري بالم ويلسون) أكثر تعقيدا مما بدت عليه للوهلة الأولى. وقال إنه قد تبين أن الكشف عن اسم العميلة لم يتم مؤخرا كما يعتقد، وإنما تم منذ أن قام (الدريش إيميس) بتسريب الاسم إلى الروس قبل أن يتم القبض عليه في قضية تجسس عام 1994، وبالتالي فإن الصفة السرية للعميلة كانت معروفة منذ ذلك الحين. كما تبين أيضا أن (ويلسون) قد انتقلت من عملها السري إلى عمل إداري داخل منظومة الـ(سي آي أيه)، ثم قامت بأدوار ضابط اتصال مع وكالات أخرى غيرها قبل أن تنتقل إلى العمل بوزارة الخارجية في النهاية. وينتهي الكاتب إلى أنه ليس من المنطقي أن يتوجه الشك ناحية البيت الأبيض باعتباره الجهة التي كشف عن اسمها، لأنه من الممكن جدا أن يكون ذلك قد تم من قبل أية جهة من الجهات التي عملت فيها.


واجب الاحتلال:


في افتتاحيتها أشارت (واشنطن بوست) إلى أن الاقتراح المقدم من الرئيس بوش بتخصيص 87 مليار دولار للانفاق الطارئ على جهود عادة إعمار العراق وأفغانستان، سوف يثير مناقشات حامية في الكونجرس نظرا إلى أنه يأتي في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من عجز هائل في الميزانية . وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن في أن مثل هذا المبلغ لن يكون الأخير، ولذلك فإنها تقترح أن يقوم العراق بصفته دولة نفطية غنية بدفع فاتورة إعماره. وأنه إذا ما كان بحاجة إلى أموال عاجلة في الوقت الراهن، فإن مبلغ العشرين مليار دولار التي طالب الرئيس بتوفيرها فورا، يمكن تقديمه على سبيل القرض للعراق، إلى أن يتمكن من إعادة صناعته النفطية إلى سابق عهدها. وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية ملزمة بتوفير الأموال العاجلة اللازمة لجهود إعادة الإعمار، لأن ذلك هو الواجب الذي يمليه القانون على الدولة المحتلة، وهو واجب كانت واشنطن تعرف أنها ملزمة به عندما أقدمت على غزو ا لعراق وأطاحت بنظام صدام حسين.


الزيت والنار: