أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش تخلى عن معارضته لمشروع قانون محاسبة سوريا الذي أقرته اللجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي· يأتي الحصار الأميركي لسوريا في ظل تصاعد التوتر والتهديدات الإسرائيلية لسوريا ولبنان·
الولايات المتحدة اتخذت هذه الخطوة لشعورها بأن سوريا لم تقم بما طلب منها القيام به، وهو التخلي عن دعم الفلسطينيين وتنظيماتهم التي تحارب الإسرائيليين، ووقف الدعم عن حزب الله اللبناني، وضرورة الانسحاب من لبنان· وأضافت إلى هذه المطالب ضرورة التخلص من أسلحة الدمار الشامل، وهذا مطلب غريب لأن سوريا وافقت على التفتيش الدولي على أن يكون شاملاً لكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل·
رد فعل الدول العربية معروف مسبقاً··· وهو الإعلان عن دعم سوريا لفظياً وعبر محطاتها الإعلامية وإعلامها الرسمي وغير الرسمي، لكن العرب كما عودتنا التجارب السابقة خصوصاً في العراق، لن يفعلوا شيئاً عدا الاحتجاجات ورفع الأمر إلى الأمم المتحدة·
ماذا عن الجماهير العربية التي يراهن عليها النظام السوري، هل سيكون لها دور أم سيقتصر دورها على الاحتجاجات والتظاهرات والصراخ عبر الفضائيات العربية التي اتخذت في الفترة الأخيرة نهجاً جديداً هو إرضاء الجماهير العربية بأي ثمن ولو على حساب مصداقية الخبر؟ فهم يعطون المواطن الأخبار التي يحب المواطن العربي سماعها دون التحقق فعلياً من مصداقيتها· الإعلام العربي يكرس حالة الانهزام التي تعيشها الشعوب العربية بجعلها تبحث عن انتصارات وهمية حتى ولو كانت قشة تتعلق بها للنجاة من الغرق·
ما هي الخيارات المفتوحة أمام سوريا اليوم؟ وهل تستطيع الصمود والمواجهة ضد التهديدات الأميركية؟
علينا الاعتراف بأن المعركة ليست متكافئة والتوازن الاستراتيجي ليس في صالح سوريا وخصوصاً أن هنالك قوى صهيونية نشطة في واشنطن تسعى إلى توريط سوريا وجرها إلى الحرب، وهي تعرف مسبقاً عدم مقدرة سوريا على الحرب·
مشكلة سوريا اليوم هي أنها غير قادرة على الخروج من نهجها القديم الذي سارت عليه في السابق، وهو الانغلاق وعدم الانفتاح سياسياً واقتصادياً على دول العالم· فسوريا بدلاً من تبني سياسة الانفتاح الاقتصادي والسياسي لخلق قاعدة كبيرة من الطبقة الوسطى السورية التي تتوق إلى الحريات في التعبير والكتابة بدون رقابة، تتعامل مع موضوع الحريات والاقتصاد المفتوح ببطء شديد لا يتماشى مع متطلبات المرحلة·
ليس من مصلحة العرب ترك سوريا لوحدها·· ففتح جبهة جديدة في المنطقة ضد الولايات المتحدة بعد فلسطين والعراق سوف يزيد من حالة التوتر والقلق في المنطقة وسوف تزداد صورة الولايات المتحدة سوءاً في المنطقة وخصوصاً أن الولايات المتحدة تحاول تحسين صورتها لدى الشارع العربي·
ما هو الحل لتفادي الحصار والحرب النفسية ضد سوريا؟
نتصور بأن الحل يكمن في اتخاذ سوريا بعض السياسات التصحيحية وإعادة النظر في سياساتها مع حزب الله وبعض المنظمات الفلسطينية وتوسط بعض الدول العربية التي لديها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة لحل جميع المشكلات المعلقة بين البلدين·