الضربة الجوية الإسرائيلية ضد سوريا الأحد الماضي، هي أكثر من أي شيء آخر بهدف استفزاز دمشق وجرها إلى الانتقام، لتقوم إسرائيل برد ساحق وماحق ضد سوريا·
وبما أن تلك مسألة بديهية تماما، فإنه على صاحب القرار في سوريا أن يتحلى بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس وأن يزن قراراته بميزان ذهبي حساس، من أجل تقدير الأمور تقديرها الحقيقي والصحيح· فالأخطاء في هذا الظرف لا يمكن التهاون معها لأنها، ببساطة كاملة، ذ ات نتائج قاتلة ومدمرة·
وأول ما يتوجب على السوريين حالياً هو الابتعاد تماماً عن عقلية المراحل السابقة التي سيطرت فيها روح الشعارات الجوفاء والألعاب العنترية، كمؤشر على غياب العقلانية السياسية والتي أدى نقيضها إلى هزائم وكوارث لم تكف حتى الآن لأن يتعلم ما كان ينبغي عليهم استيعابه من دروس في إدارة الأزمات دون الحاجة إلى تجارب قاسية ومؤلمة كتلك التي مروا بها·
كما يلزم سوريا أيضاً أن تتعامل كدولة وكجزء من المجتمع الدولي، في إطار الحرب الجارية ضد الإرهاب، والتي ترتب على دمشق مواقف وإجراءات كان يجب أن تتخذها بإرادتها الخاصة والحرة، مثل وقف التعامل مع التنظيمات التي يصنفها المجتمع الدولي كحركات إرهابية، وإنهاء التسهيلات أياً كان نوعها لشخصيات مشتبه فيها· فسياسته تأخذ في الاعتبار حساسية المرحلة، وتوجهات الإرادة الدولية، هي وحدها التي يمكن أن تحمي سوريا من الانزلاق نحو مخاطر كبيرة قادمة.



نزيه كارم ــ تورنتو