حين طالعت في الصحف خلال الأيام الأخيرة، تقارير حول ظروف افتتاح السنة الدراسية الجديدة في العراق الجديد، تذكرت طفولتي عندما كنا نعتبر، ونحن تلاميذ صغار، مجرد قلم أو دفتر جديد أو محفظة مدرسية صغيرة، كما لو أنها مرام بحجم الدنيا منالا ونفاسة· بطبيعة الحال كانت الأدوات المدرسية حينها نادرة الوجود في قرانا الريفية، وكان غالبية الأهالي رقيقي الحال، ولم نكن نرى علامة على حظ أحد منا، أكثر مما لو توفرت له أدوات مدرسية جديدة؛ دفاتر وأقلام ومحفظة·
ما جعلني أتذكر تلك الأيام، أن التقارير تحدثت عن العوز الذي يعانيه العراقيون هذه الأيام؛ عن أب لا يجد مصاريف لتوفير الأدوات المدرسية لولده، وعن أم لا يتوفر لها طعام لتزويده بـ ساندويش وهو يغادر إلى مدرسته في الصباح·
وكنا في طفولتنا نطالع صور المجلات التي تنقل بريق الواقع وترف الحياة التي يتمتع بها العراقيون، بل أكثر من ذلك وصلنا فائض البحبوحة العراقية· واليوم يصل قلوبنا بعض بل كل ما يعانيه العراق ويفيض عنه من ألم وفاقة وعوز وافتقار .



حامد كريم ــ لندن