تفاؤل حزب العمال وتكتيكات المحافظين ومكافحة سرطان الجريمة المسلحة


خلال الأسبوع الحالي، انشغلت الصحف البريطانية بتغطية قضايا محلية وعالمية متعددة، نركز هنا على تلخيص أهمها مما يرتبط بالتطورات السياسية في صفوف حزب العمال، وقضية الضرائب وتصاعد الجريمة المسلحة في بريطانيا إضافة إلى تعليق الصحف البريطانية على أبرز الأحداث العالمية، ومنها تلك المتعلقة بالشرق الأوسط.


أرض تحكمها الفوضى


 
تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة الجارديان تقريرا مطولا قالت فيه إن محررتها سوزان جولدنبرج الحائزة على جائزة صحفية مرموقة، عادت إلى العراق في أعقاب انهيار نظام صدام حسين، ولكن بدلا من السلام والأمن الموعودين، لم تجد إلا بلدا تضرب فيه الفوضى بأطنابها وينعدم فيه القانون ويسوده العنف والخوف ليل نهار· خلاصة التقرير أن هذه المظاهر السلبية العامة هي التي ملأت الفراغ الذي خلفه انهيار نظام صدام حسين. ومما أثاره التقرير من أسئلة: كيف لهذه الفوضى العارمة التي أحدثها الاحتلال في العراق أن تمهد الطريق أمام تحقيق السلام وبناء الدولة المستقرة؟ ومع ذلك لاحظت الصحفية أن تمثالا جديدا قد حل محل تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، يصور فتاة تحمل الشمس بيد، والهلال باليد الأخرى شارة للفأل والأمل في بناء عراق جديد.


الكلمة المحرمة



أما صحيفة الـ إيكونوميست فتناولت موضوعا آخر اهتم بتغطية علاقة تايوان ببكين وآفاق استقلال الجزيرة الصغيرة عن الأخت الكبرى الصين. ففي تقرير لها عن هذه العلاقة الحساسة، قالت الصحيفة إن الرئيس التايواني شن شوي بيان طالب مجددا في حديث ألقاه بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتأسيس حزبه الديمقراطي التقدمي بتبني دستور جديد للبلاد يعكس نضج تايوان السياسي من جانب، ويعبر عن رغبة مواطنيها البالغ تعدادهم 23 مليون نسمة من جانب آخر. إلا أن الصحيفة قالت إن السيد شن شوي بيان كان من الحذر والحصافة بحيث لم يتعد الخطوط الحمراء ويمض في حماسه شوطا ربما ألب الأخت الكبرى وحضها على غزو الجارة الصغيرة· فقد ميز الرئيس التايواني بين المطالبة بتبني دستور جديد للبلاد، والمطالبة العلنية بحق الاستقلال، وهي الكلمة التي ستثور لها ثائرة الصين، وربما دفعتها إلى غزو تايوان على نحو ما هددت بذلك مرارا.


اتفاق مشترك ضد المحافظين



عقب حديثه الأخير أمام مؤتمر حزب العمال وتجاوزه للأزمة المتوقعة في صفوف وقيادات الحزب بسبب الحرب التي شنها على العراق باسم برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية، اتجهت أنظار بلير للتخطيط المتفائل الرامي للحفاظ على تفوق حزب العمال وكسب الجولة الانتخابية المقبلة· ضمن الخطط التي تبناها بلير في هذا الاتجاه، ما ورد في صحيفة ديلي تلغراف عن سعيه لإحياء اتفاق قديم غير رسمي بين كل من حزب العمال وحزب الليبراليين الديمقراطيين بغية إلحاق الهزيمة الانتخابية بالمحافظين في الانتخابات العامة المقبلة· وكانت الصورة الأولى لهذا الاتفاق قد عقدها ماندلسون خلال عقد التسعينيات· وبموجب هذا الاتفاق يرمي حزب العمال إلى بذل المزيد من الجهد بحيث يتمكن من هزيمة المحافظين في المقاعد البرلمانية التي كانوا ينافسون فيها مرشحي حزب الليبراليين الديمقراطيين.


المحافظون وورقة الضرائب



أما من جانبه، فقد أيقن حزب المحافظين أن أفراد الطبقة الوسطى البريطانية لن يمنحوا ثقتهم وأصواتهم الانتخابية لحزب ممثل ليمين الوسط، ما لم يتبن هذا الحزب سياسات ترمي إلى خفض الضرائب، وتتيح لهم فرصة الاحتفاظ بالجزء الأعظم مما كسبوه بمشقة وجهد في جيوبهم· يذكر أن هذه الاستراتيجية كانت هي التي تبنتها من قبل رئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارجريت تاتشر ، وكسبت بها أصوات الطبقة الوسطى البريطانية· كان حزب المحافظين -على حد قول ديلي تلغراف - قد كابد طويلا في سبيل العودة إلى هذه الاستراتيجية وإحيائها، إلا أنه لم يتمكن من تحويلها لالتزام سياسي· غير أن الحزب يعتزم أن يجعل من البيان المحافظ المقبل الذي سيعلن، خطوة جادة في اتجاه تضمين فقرات محددة بشأن سياسات خفض الضرائب إلى نصه· إلى ذلك يعمل الحزب أيضا على تبني خطوات إصلاحية في سياساته الخاصة بتحسين القطاع الخدمي، سيما خدمات الصحة والتعليم.


سرطان الجريمة المسلحة


 
هذا هو موضوع التقرير الذي تناولته صحيفة الأوبزرفر بتركيز أكثر من غيرها من الصحف· واستهلت الصحيفة تقريرها بالقول إنه ومع تكاثر عدد الأسلحة المنتشرة في الشوارع البريطانية، وتحول عمليات إطلاق الرصاص اليومي في الشوارع إلى مشهد يومي مألوف، فمن الطبيعي أن يحتل الح