ان الاحداث التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر تعكس صورة واضحة عن الخاسرين من هذا الحدث اللئيم والمستفيدين منه على السواء. ولعل أول الخاسرين هم العرب والمسلمون بالدرجة الأولى، ثم الشعب الأميركي والمصالح الاميركية العليا لاميركا. وأما المستفيدون الأوائل وهم اسرائيل والحركة الصهيونية وأنصارهما في المؤسسة الاميركية الحاكمة البيت الأبيض والبنتاجون والخارجية والمخابرات المركزية والمحافظون الجدد أمثال رامسفيلد وتشيني ورايس الذين عقدوا تحالفا بينهم للسيطرة على المنطقة ومقدراتها على حساب المصالح العربية والمصالح الحقيقية للشعب الأميركي. وتحت شعار مكافحة الارهاب و تغيير خريطة الشرق الأوســـــط و نشـــــر الديمقراطيــــة و تحرير الشعوب من الانظمة الديكتاتورية .. تمكنوا من شن الحرب على العراق والتهديد بحروب اخرى ضد سوريا وايران وتضييق السيطرة على دول الخليج. وعندما أحكم المحافظون الجدد (وينتمي معظمهم إلى المؤسسة الصهيونية النافذة في الولايات المتحدة) سيطرتهم على مراكز القرار في المؤسسة الأميركية ظنوا ان الحجر الأساسي لهذه الامبراطورية هو احتلال العراق الذي يطفو على بحر من النفط، وذلك بأمل توفير الأمن لاسرائيل والسيطرة على منابع النفط التي تهم الشركات والمصالح المملوكة لحفنة البنتاجون .
سمير جبور ــ كندا