" بوش " يرد على تقرير " كاي ".. و " كلارك " يتعرض لتشويه السمعة.. والسي آي إيه تحتج على فضح عملائها


  حفلت الصحف الأميركية الأسبوع المنصرم بافتتاحيات ومقالات وقصص خبرية ركزت في معظمها على تقرير كاي بشأن نتائج التفتيش الذي قام به فريقه في العراق، وعلى تسريب اسم عميلة سابقة للاستخبارات المركزية الأميركية ، كما تضمنت إحداها نتائج دراسة إحصائية أشارت إلى أن الأميركيين من أصل أفريقي لازالوا هم الفئة الأقل حظا في المجتمع الأميركي·


                                                        تقرير كاي 
   كتب ديفيد سانجر و جيمس رايسن المحرران بـ نيويورك تايمز مقالا حول تقرير ديفيد كاي كبير المفتشين الأميركيين في العراق، أبديا من خلاله تعجبهما من تصريح بوش الذي قال فيه إنه على رغم أن ذلك التقرير لم يتضمن ما يفيد العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، إلا أنه يحتوي على معلومات تجعل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على نظام صدام حسين مبررة!! ويشير بوش من خلال هذا التصريح - كما يقول المحرران - إلى ما جاء في التقرير من أن فريق التفتيش الأميركي في العراق قد تمكن من العثور على وثائق تفيد أن نظام صدام قد أجرى مفاوضات مع كوريا الشمالية للتوصل إلى صفقة للحصول على تقنية الصواريخ، إلا أن الصفقة لم تكتمل· ويبدي المحرران تعجبهما من تلك المعلومات لأنه من غير المعقول أن تتم مفاوضات بين نظام صدام وكوريا الشمالية، دون أن يصل ذلك إلى علم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التي كان عملاؤها مزروعين في كل مكان داخل العراق.


                                                 تلطيخ سمعة كلارك 
  في لوس أنجلوس تايمز كتب جوشوا ميكان مارشال متسائلا: هل صحيح أن ويسلي كلارك القائد الأعلى السابق لحلف الناتو رجل كذاب، كما تقول أجهزة الدعاية التابعة للمحافظين الجدد؟ يقول الكاتب إنه ليس المهم ما إذا كان الرجل كاذبا أم لا، لأن ديناميات الانتخابات تدل دائما على أن الطرف الذي يستطيع أن يقدم قصة ملفتة للنظر -بصرف النظر عن صدقها أو كذبها- قبل الطرف الآخر المنافس، تكون له اليد العليا غالبا· ونتيجة لإيمان الجمهوريين بتلك الحقيقة الثابتة، فإنهم يقومون الآن بحملة غير مسبوقة لكسب الانتخابات بأي ثمن، حتى لو كان ذلك الثمن هو تشويه سمعة رجل يرون أنه يشكل خطرا أكثر من غيره على الرئيس، بسبب خلفيته العسكرية التي تضفي عليه مصداقية ، وتجعل الكثيرين ينظرون إليه على أنه الرجل القوي القادر على توحيد الأمة وراءه .


                                             ينسب الفضل إلى نفسه
   أوردت بوسطون جلوب في تقرير لها أن الرئيس بوش حاول في خطاب ألقاه أمام قادة قطاع الأعمال في الولايات المتحدة، أن يرسم صورة أكثر إشراقا للاقتصاد الأميركي بالقول إن هناك ثلاثة مفاتيح سترجح إعادة انتخابه وهي التحسن في أداء الاقتصاد الأميركي، واستقرار الأوضاع في العراق في النهاية، ونجاحه في إقناع الكونجرس بالموافقة على تخصيص الأموال اللازمة لتمويل برامجه الاجتماعية المقترحة· وقدم بوش في الكلمة التي ألقاها أمام تجمع رجال الأعمال دفاعا مطولا عن خططه الاقتصادية وعلى رأسها الخفض الضريبي، الذي قال إنه كان يشكل ضرورة لا بد منها من أجل إعادة الحيوية للاقتصاد· وأشار التقرير إلى ردود فعل الديمقراطيين على خطاب بوش والتي ركزت في معظمها على اتهام بوش بأنه ينسب لنفسه فضلا ليس هو صاحبه، لأن الحقيقة التي لا يمكن الجدال بشأنها هي أن سياسة الخفض الضريبي كانت السبب في حدوث عجز كبير في الموازنة، كما أنها تهدد بخنق الاقتصاد في المستقبل، وتلقي بالكثير من الأعباء على عاتق الأجيال القادمة من الأميركيين.