عندما أشار وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول في الأيام الأخيرة، إلى جدار الأمن الإسرائيلي بعبارات لا تفيد أي نوع من الاعتراض الحقيقي أو الجاد، راح الإعلام العربي وبعض المسؤولين العرب أيضا، يجهدون أنفسهم في تأويل ولي كلمات باول ليقوّلوها ما لم تقله إطلاقا حول معارضة أميركية لبناء ذلك الجدار العنصري.
ومن يتتبع ببعض العناية مواقف السياسة الأميركية خلال السنوات الأخيرة، يلاحظ كيف أن واشنطن تقدم مواقف تتسم ببعض اللين حيال الحقوق الفلسطينية، وذلك فقط في أوقات الأزمات التي تحتاج فيها الولايات المتحدة إلى الدعم العــربي.فمثلا قبيل حــــرب أفغانستان، تحدثت الإدارة الحالية عن رؤية بوش حول دولة قابلة للحياة ، ثم عادوا بعد النصر العسكري في أفغانستان ليتحدثوا عن دولة مؤقتة · أما أثناء التحضير لغزو العراق فطرحوا فكرة الدولتين ووعد الرئيس جورج بوش بأنه سيتفرغ بعد العراق لحل القضيـــة الفلســطينية.
وكــان والـــده بوش الأب أعطى وعدا مشابها تماما خلال الاستعدادات التي كان يجيشها لحرب الخليج الثانية. وقبل ذلك خلال سنوات الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة تتعلل بالخطر الشيوعي، ومن ثم تطالب الحكومات العربية بالمساهمة في مجهود محاربة الشيوعية، خاصة الحرب في أفغانستان التي مولتها الدول العربية وجندت لها عشرات الآلاف من الشباب، فأنهكت الاتحاد السوفييتي لتعجل نتائجها بسقوطه.
فهل نظل هكذا نشتري الوعود الأميركية الكاذبة؟ والى متى نسير مع واشنطن في مغامراتها، لنفاجأ أن الحق الفلسطيني أصبح عصيا وأبعد منالا؟!
خليل حمد ــ السعودية