يصادف غداً الاثنين عيد الغفران عند الطائفة اليهودية· وهو يوم يصوم اليهود فيه منذ ساعات الفجر الأولى، حتى المغيب، وتسبقه عشرة أيام تبدأ مع رأس السنة العبرية، تدعى الأيام العصيبة يرجع فيها اليهود إلى النفس يحاسبونها ويستغفرون ربهم فيما اقترفوا من ذنوب ويحاولون التكفير عن الخطأ والخطايا·
أعضاء حركة يوجد حد الإسرائيلية، قائدة حملات رفض الخدمة العسكرية، دعت كل الشرفاء ومحبي السلام والعدل من طيارين وأدباء وغيرهم إلى مشاركتها في تظاهرة عارمة أمام منزل أرييل شارون لمطالبته وبصوت عالٍ بمحاسبة نفسه على جرائمه وأكاذيبه· الحركة لم تكتفِ بالدعوة، بل أعدت لشارون المشغول ببث مزيد من سموم الحقد والكراهية في أرض السلام قائمة بذنوبه التي ينبغي عليه أن يطلب المغفرة من الله عليها· القائمة طويلة، ولكن في التذكير فائدة، والذنوب الشارونية تبدأ كالتالي:
- كذبك على أصدقائك وقادتك والشعب كله· الضحايا الذين سقطوا هباء في الحرب التضليلية في لبنان (1982)· سياسة النهب والكذب والتضليل بغية إقامة ذلك العدد الهائل من المستوطنات في المناطق الفلسطينية المحتلة· السكوت التام وأنت واقف على منصة مظاهرة اليمين المتطرف في القدس التي حدد فيها اسحق رابين هدفاً للتحريض الدموي (وفيما بعد قتل)· زيارتك الاستفزازية إلى باحة المسجد الأقصى سبتمبر 2000 والتي أشعلت بها نار العنف· ألوف القتلى الإسرائيليين والفلسطينيين الذين سقطوا خلال 3 سنوات· الاغتيالات التي نفذتها بهدف القضاء على الهدنة واتفاقيات وقف إطلاق النار· تدمير الاقتصاد· سياسة تكميم الأفواه وتحطيم الديمقراطية· قيام حكومتك بإهمال الشرائح الضعيفة في المجتمع· اهتمامك بثراء أصدقائك على حسابنا وحساب تدمير البيئة·سكوتك عن ولديك المتلاعبين بالأموال والفساد لصالحك في حين يبكي الشعب·
··· وفي يوم الغفران سيتلقى الجنود الإسرائيليون الفقراء قسائم لشراء الغذاء كتبرع للعيد من يهود الولايات المتحدة· وقد جرى لم التبرعات بعد حملة واسعة عرضت بطريقة قاسية مشكلة الفقر في أوساط الجنود· وقد جاء في صحيفة كول هعيد الإسرائيلية أن اتحاد الطوائف الأرثوذكسية ، وهو أحد ثلاثة تيارات كبرى تجمع يهود أميركا بدأ بجمع التبرعات، ببيع بطاقة صلاة واحدة بسعر دولار واحد· وتجري حملة التبرعات في الكنس وواجهات المحلات ووسائل الإعلام وعبر الأنترنت، وبالتعاون مع الجيش الإسرائيلي ومع الحاخاميين العسكريين· وقد وصف أحدهم الرائد ليدييا أطلس عمق الفقر في الجيش الإسرائيلي قائلاً: هنالك حالات كثيرة لا تكون فيها لدى الجنود ملابس ملائمة يلبسونها في الإجازة ولا يوجد في منازلهم ما يكفي من الغذاء··· التبرع الأول الذي نقل إلى إسرائيل بلغ 18 ألف دولار، والحبل على الجرار·
وفي يوم الغفران نسأل: متى سيستطيع أحدنا أن يقف أمام نفسه متصوراً أنه أمام منزل مسؤول عربي في تظاهرة حاشدة ويدعوه فيها لمحاسبة النفس ويتلو عليه ذنوبه وخطاياه؟
كذلك في هذا اليوم نفسه نسأل: لماذا يعتبر لم التبرعات لمؤسسات إغاثية عربية إرهاباً ما بعده إرهاب وجريمة يعاقب عليها الفقير والوزير بالحرمان من دخول امبراطورية الرئيس بوش المتحدة ، فيما يعتبر لم التبرعات لجنود الجيش الإسرائيلي، الذي تضخ الامبراطورية نفسها في عروقه مليارات الدولارات عملاً إنسانياً؟
وابتداء من اليوم لماذا لا نتمثل بيهود أميركا ونبدأ حملة تبرعات للجنود الفقراء في الجيش المصري واللبناني والسوري والأردني والعراقي... والفلسطيني· وبالتعاون مع رجال الدين في تلك الجيوش؟ فالعين بالعين والسن بالسن... أم أن العين بالفقء والسن بالخلع والتبرع... بالإرهاب ؟