لم يحدث أن شاهد العالم وجود دولة تقوم على بناء هائل من الأساطير، مثلما هو حال إسرائيل التي استندت شرعية إنشائها على أساطير تلمودية وعنصرية ولاهوتية مغرقة في الوهم والتخيل الذاتي الجماعي الزائف· فأسطورة شعب الله المختار التي ترى أن اليهود اصطفاهم الرب من سائر الأمم ليكون غيرهم أقل آدمية وحرمة، هي أسطورة ذات نزوع عنصري واضح، وتدحضها الدراسات التاريخية والأثرية، بينما يرد عليها القرآن الكريم رداً شافياً ما بعده شك أو ظن·
أما أسطورة أرض الميعاد التي يزعم كتاب التوراة أن الرب ملّكها ملكاً أبدياً لبني اسرائيل من نسل نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، فحالها لا يختلف عن حال الأسطورة السابقة، خاصة أن اليهود الذين عاثوا في أرض فلسطين حينئذ وشردوا أهلها وقتلوا الأنبياء، أخذ الله منهم عهده وابتلاهم بمحنة السبي على يد البابليين وما ذاقوا خلال ذلك من ضياع وتشرد.
نحن المسلمين لا ننفي أن اليهود كانت لهم دول وممالك عظيمة في السابق وأن الله أصطفاهم على العالمين ، بنص القرآن الكريم، لكننا نقول إن الله وهو أدرى بهم، أورد عنهم من التوصيفات ما لا يصح لأمة ينطبق عليها أن تقود العالم وتتحكم فيه.
عمر مبارك ـ المغرب